اتهامات لإسرائيل بعد استهداف سفن الإغاثة المتجهة لغزة قبالة السواحل التونسية
أكدت مصادر من منظمات إنسانية مشاركة في “أسطول الحرية لغزة” أن إحدى سفنها تعرضت لهجوم بواسطة طائرة مُسيّرة خلال عبورها قبالة سواحل مدينة سيدي بوسعيد التونسية في ليلة 9-10 سبتمبر 2025. وذكرت اللجنة الدولية المنظمة للأسطول أن السفينة المستهدفة كانت تحمل اسم “فاميلي بوت” وتديرها جنسية برتغالية، وكانت محملة بمساعدات إنسانية ومتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه.
وأفاد شهود عيان وأعضاء في الأسطول بأنهم رصدوا تحليق طائرة بدون طيار فوق السفينة قبل وقوع الانفجار، مما أدى إلى تعطل المحرك واندلاع حريق محدود تمت السيطرة عليه سريعاً دون تسجيل إصابات بشرية. هذا، وقد وجهت الجهات المنظمة تهماً مباشرة لإسرائيل بالوقوف خلف هذا الهجوم، مستندين في ذلك إلى سوابق عمليات مماثلة في البحر المتوسط، إضافة إلى القدرات العسكرية المعروفة لإسرائيل في مجال الطائرات المسيرة.
في المقابل، لم تعلّق السلطات الإسرائيلية رسمياً على الحادث حتى الآن، فيما نفت السلطات التونسية تلقيها أي بلاغ رسمي بشأن وقوع غارة في مياهها الإقليمية، مؤكدة متابعتها للوضع عن كثب. وقد أثار هذا الحادث موجة استنكار واسع في الأوساط الحقوقية والإنسانية، حيث اعتُبر استهداف بعثات الإغاثة تطوراً خطيراً يمس بالقانون الدولي وحقوق المدنيين.
ونددت منظمات المجتمع المدني والحقوقي بما وصفته “خرقاً صارخاً للمعايير الإنسانية”، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى فتح تحقيق عاجل وإحالة مرتكبي الاعتداء للمحاسبة، خصوصاً وأن الأسطول يضم نشطاء من عدة جنسيات أوروبية وعربية.
يُذكر أن أسطول الحرية نظم عدداً من الرحلات في الأعوام الأخيرة بهدف نقل مساعدات إنسانية إلى غزة ويواجه بشكل متكرر اعتراضات في البحر، الأمر الذي يسلط الضوء مجدداً على معاناة القطاع وضرورة إنهاء الحصار المفروض عليه منذ سنوات.