احتجاجات شبابية تهز المغرب وسط مطالبات بالإصلاح وتحسين الأوضاع الاجتماعية
شهدت مدن المغرب خلال الأيام الأخيرة موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة قادها شباب الجيل الجديد، امتدت إلى أكثر من أحد عشر مدينة من بينها الدار البيضاء، الرباط، مراكش وفاس. وجاءت هذه التحركات الشعبية بالتزامن مع استعداد المملكة المغربية لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025.
انطلقت الاحتجاجات في أواخر شهر سبتمبر 2025، واحتشد آلاف الشبان والشابات في الشوارع للمطالبة بإصلاحات جذرية في القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم والصحة. كما انتقد المتظاهرون ما يرونه من تفشي الفساد وسوء توزيع الموارد، إلى جانب الاعتراض على الإنفاق الحكومي الضخم استعداداً للبطولات الرياضية، بدل توجيه تلك الأموال لتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.
تحولت التجمعات إلى مواجهات في بعض المدن، حيث أفادت تقارير صحفية وإعلامية عن وقوع اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات. ولم تمر هذه الأحداث دون ردود فعل دولية، إذ دعَت منظمات حقوقية السلطات المغربية إلى ضمان حق التظاهر السلمي وحماية حرية التعبير، معربةً عن قلقها من تقارير موثوقة حول استخدام القوة لتفريق المتظاهرين.
يُذكر أن الاحتجاجات قادتها مجموعات شبابية غير منظمة، معتمدة على الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما مكّنها من حشد أعداد كبيرة في وقت قصير ومن دون قيادة مركزية واضحة. ويرى متابعون أن هذا التحرك يعكس التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها المملكة، حيث طالبت الأجيال الجديدة بدور أكبر في رسم سياسات البلاد ومستقبلها.
برغم الإجراءات الأمنية المشددة، يستمر المتظاهرون بالمطالبة بتغيير السياسات الحكومية وتحقيق إصلاحات حقيقية تضمن العدالة الاجتماعية وتحسين المعيشة لجميع فئات الشعب المغربي. وبينما تتابع الأوساط المحلية والدولية تطورات الوضع في المغرب، يُنتظر أن تؤثر هذه الاحتجاجات على المناخ السياسي قبيل استقبال المملكة لحدث رياضي هام ككأس الأمم الأفريقية.
تظل مطالب المحتجين واضحة: محاربة الفساد، تحسين الخدمات العامة، واستعادة الأمل بمستقبل أفضل، في محيط إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة ويضع الأنظمة أمام مطالب واستحقاقات جديدة.