احتجاجات واسعة تهدد تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب وسط تجاهل رسمي
تشهد مدن عدة في المغرب، وخاصة الرباط والدار البيضاء وطنجة، موجة من الاحتجاجات الشعبية خلال الأسابيع الأخيرة، تزامناً مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2025 المقرر تنظيمها في المملكة نهاية هذا العام وبداية العام المقبل.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الاحتجاجات تتركز ضد التكاليف الباهظة لتنظيم البطولات الرياضية الكبرى مثل كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 2030، حيث يرفع المتظاهرون شعارات تطالب بتوجيه الميزانيات الضخمة المخصصة لهذه الفعاليات نحو القطاعات الأساسية كالتعليم والصحة والبنية التحتية، في ظل أوضاع معيشية صعبة يعاني منها الكثير من المواطنين.
وتقود “حركة جيل زد 212” الشبابية جانباً كبيراً من هذه الاحتجاجات. وتعبّر هذه الحركة عن رفضها لإنفاق الملايين على التظاهرات الرياضية في الوقت الذي يواجه فيه المواطنون أزمات في الخدمات العمومية ونقصاً في فرص العمل وتدهور مستوى المعيشة.
من جهته، يلتزم القصر الملكي المغربي الصمت حتى الآن، إذ لم يصدر أي تعليق رسمي من العاهل المغربي الملك محمد السادس حول هذه الموجة الاحتجاجية، ما يثير استياء شرائح واسعة من الشارع المغربي ويزيد من حالة الغموض بشأن مصير البطولة.
في المقابل، تشعر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) بقلق متزايد إزاء تصاعد الوضع في المغرب، ووردت تقارير عن مناقشة خطط بديلة يمكن تنفيذها في حال استمرار الاحتجاجات واتساعها أو تعرض الأمن للاستقرار، حيث يعتبر الأمن والاستقرار من الشروط الأساسية لنجاح كأس الأمم الإفريقية.
وكانت هناك شائعات مؤخراً عن احتمال نقل البطولة إلى دولة أخرى في حال تصاعد الاضطرابات، إلا أن الاتحاد المغربي لكرة القدم أكد التزام المغرب باستضافة الحدث، مع وعود باتخاذ تدابير أمنية واحترازية إضافية.
يبقى مصير تنظيم كأس الأمم الإفريقية في المغرب معلقاً على ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة، لا سيما في ظل استمرار الاحتجاجات وتوقع اتساعها مع اقتراب موعد انطلاق البطولة وغياب مبادرات واضحة من الحكومة المغربية للتجاوب مع مطالب الشارع.