ارتفاع سعر النخالة يهدد تربية المواشي في المناطق السهبية بالجزائر
تشهد أسواق النخالة، وهي مادة أساسية في تغذية المواشي، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها بمختلف مناطق الجزائر، خصوصًا في الولايات السهبية مثل المسيلة والجلفة، ما أثار قلق فئة واسعة من مربي الأغنام. وتُعتبر النخالة من أهم الأعلاف التي يعتمد عليها مربو المواشي، نظرًا لقيمتها الغذائية وسعرها المناسب سابقًا، إلا أن موجة الغلاء الأخيرة دفعت العديد منهم لدق ناقوس الخطر.
في الأيام الأخيرة، وصل سعر قنطار النخالة إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفع بعض المربين للتقليص من حجم قطيعهم أو اللجوء إلى بدائل قد تكون أقل جودة وغير فعالة في الحفاظ على صحة الحيوانات. وحذر أحد نواب المجلس الشعبي الوطني عن حزب جبهة التحرير الوطني من آثار هذه الزيادات، معتبرًا أن الظاهرة ترجع إلى المضاربة التي يشهدها قطاع الأعلاف، حيث يلجأ بعض التجار إلى تخزين النخالة ورفع أسعارها مستغلين نقص الرقابة.
وأكد مربو المواشي أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية، نظرًا لاعتمادهم الكبير على هذا النوع من الأعلاف. كما اعتبروا أن هذا الوضع يهدد استمرارية نشاطهم في ظل غياب دعم حكومي كافٍ لمواجهة تقلبات الأسعار. ووفق شهادات بعض المربين، فإن الارتفاع اللافت في أسعار النخالة قد ينعكس بشكل مباشر على أسعار اللحوم الحمراء في السوق، الأمر الذي من شأنه التأثير على القدرة الشرائية للمستهلك الجزائري.
ويطالب الفلاحون والمهتمون بالقطاع بضرورة تدخل الجهات الوصية لإعادة تنظيم السوق وضمان توفر الأعلاف الحيوية بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على عمليات البيع والتوزيع للحد من الاحتكار والمضاربة. كما دعوا إلى اعتماد إجراءات عاجلة للتقليل من الأعباء المالية عن المربين وحماية الثروة الحيوانية في البلاد.