ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة يجتاح الجزائر: توسع الموجة الحارة لتشمل مناطق جديدة
تشهد الجزائر في صيف 2024 موجة حر شديدة وغير مسبوقة، أدت إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة شمل مناطق واسعة من البلاد. هذه الموجة، والتي وصفتها مراكز الأرصاد الجوية المحلية والدولية بأنها الأقسى منذ سنوات، آخذة في التوسع لتشمل ولايات لم تكن معتادة على مثل هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
وفقاً للبيانات الصادرة عن مراكز المناخ العالمية، فقد بلغت درجات الحرارة في معظم أنحاء الجزائر مستويات قياسية، حيث سجلت درجات قريبة من 50 درجة مئوية في بعض المناطق الداخلية والجنوبية، بالإضافة إلى انحراف حراري ملحوظ عن المعدلات الموسمية المعتادة. وأكدت تقارير علمية، مثل بيانات “Climate Shift Index”، أن المناخ المتغير أدى إلى مضاعفة احتمالية حدوث مثل هذه الموجات الحارة واتساع رقعتها الجغرافية.
وذكرت مصادر إعلامية وبيئية أن ولايات كانت تُعرف باعتدال مناخها مثل سطيف وقسنطينة وتيزي وزو قد شهدت أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة هذا العام، إلى جانب ولايات المناطق الجنوبية كتمنراست وبسكرة وأدرار التي سجلت مستويات غير معتادة من الحرارة. ونتيجة لذلك، أصدرت السلطات تحذيرات لسكان المناطق المتضررة، خاصة للمسنين والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، داعية إلى أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء فترة النهار وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وقد تسببت هذه الموجة الحارة في تفاقم مشاكل نقص المياه، وزيادة الضغط على شبكات الكهرباء بسبب استخدام أجهزة التبريد بشكل كثيف، فضلاً عن زيادة خطر اندلاع حرائق الغابات في المناطق الشمالية والشرقية، فيما حذرت جمعيات حماية البيئة من تأثيرات صحية وبيئية قد تمتد لأشهر في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
ويجمع الخبراء أن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي هي السبب الرئيسي خلف تكرار الموجات الحارة في الجزائر والمنطقة المتوسطية بشكل عام، كما يدعون إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة للتأقلم مع التغير المناخي والحد من الآثار السلبية لهذه الظواهر على الحياة اليومية للمواطنين والبيئة الوطنية.