استقرار سعر صرف الدولار وسط تراجع اليورو أمام الدينار الجزائري
شهدت سوق الصرف الجزائرية مؤخراً تحولات ملحوظة في أسعار العملات الأجنبية مقابل الدينار الجزائري، حيث سجل الدولار الأمريكي استقراراً قوياً بينما تراجع سعر صرف اليورو قليلاً مقابل العملة المحلية في السوق الموازية. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جهوداً لتقليص الفارق الكبير بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق السوداء.
في نهاية يونيو 2025، تجاوز اليورو حاجز 260 ديناراً في السوق الموازية، إذ بلغ سعر الشراء 259 ديناراً، وسعر البيع 263 ديناراً، في حين بقي سعر الصرف الرسمي أقل بكثير عند 152 ديناراً مقابل اليورو، ما يعكس فجوة سعرية تقدر بنحو 73%. أما الدولار الأمريكي فواصل صعوده التدريجي، حيث بلغ في السوق السوداء 225 ديناراً للشراء و229 ديناراً للبيع، مقارنة بسعر رسمي يقارب 129 ديناراً، أي بفارق نحو 77%.
ويرجع هذا التباين الكبير بين أسعار الصرف الرسمية والموازية إلى عدة عوامل، منها استمرار الطلب المرتفع على العملات الأجنبية من قبل الأفراد والمستثمرين، ومحدودية العرض عبر القنوات الرسمية، إضافة إلى القيود المفروضة على تحويل العملات. كما ساهمت ظاهرة تداول السيولة خارج القطاع المصرفي في تفاقم الفجوة، حيث ارتفعت الكتلة النقدية خارج البنوك بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ورغم الخطوات الحكومية الأخيرة، مثل تشديد الرقابة على تحويل العملات وتشجيع الإيداع البنكي، إلا أن معظم التعاملات المتعلقة بالعملات الأجنبية لا تزال تتم عبر السوق السوداء. كما أن تراجع اليورو الأخير قد يرتبط بتغير الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو، في الوقت الذي حافظ فيه الدولار على قوته عالمياً، وظهر ذلك جلياً في السوق الجزائرية.
ويتابع الخبراء الاقتصاديون الوضع عن كثب، داعين إلى مزيد من الإصلاحات المالية لتعزيز ثقة المواطنين بالنظام المصرفي الرسمي وتوسيع قنوات تصريف العملة بشكل قانوني. ويؤكدون أن معالجة التفاوتات بين الأسعار الرسمية والموازية ستسهم في استقرار السوق المالية الجزائرية وتعزيز قيمة الدينار على المدى الطويل.
وبينما يترقب المواطنون والتجار أي تحرك جديد للأسعار أو السياسات الحكومية، يبقى الدينار الجزائري بين مطرقة الطلب وحراك السوق السوداء، وسندان الجهود التنظيمية الرسمية.