اسم جزائري بارز يتعرض للتشويه في فرنسا
شهدت مدينة فرنسية مؤخرًا حادثة أثارت استياء الجالية الجزائرية ومتابعي قضايا الذاكرة التاريخية بين الجزائر وفرنسا. فقد تعرض مبنى يحمل اسم المناضلة الجزائرية الشهيرة جميلة عمران لأعمال تخريبية، بعد فترة قصيرة من تدشينه. وهذه الخطوة وُصفت بأنها عمل معادٍ يسيء لرمزية شخصية تركت بصمتها في النضال ضد الاستعمار الفرنسي.
جميلة عمران تعتبر من أبرز النساء اللواتي شاركن في الثورة الجزائرية، حيث كرست حياتها للدفاع عن حرية وطنها ولعبت دورًا فعالاً في صفوف جبهة التحرير الوطني. وقد قررت السلطات الفرنسية المحلية مؤخراً تكريم اسمها عبر إطلاقه على أحد المباني العامة، وهو ما قوبل بترحيب واسع من المجتمعين الجزائري والفرنسي المطالبين بمصالحة ذاكراتية حقيقية بين البلدين.
إلا أن هذا التكريم لم يَرق للبعض، حيث سُجلت أعمال تخريب وعبارات عنصرية على جدران المبنى. وأدانت عدة جهات حقوقية وسياسية هذا العمل، معتبرة إياه اعتداءً على قيم العيش المشترك وعلى تاريخ الجزائريين المقيمين بفرنسا.
من جانبه، أكد رئيس القسم المحلي أن “اسم دانييل جميلة عمران يرمز إلى الروابط العميقة بين الشعبين الجزائري والفرنسي، ويجسد نضال الحرية والعدالة”، مشددًا على ضرورة عدم التساهل مع أشكال الكراهية والتمييز.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول ضرورة الاعتراف المتبادل بتاريخ الاستعمار والعمل على تجاوز صراعات الماضي من خلال تفعيل مبادرات رمزية تعزز قيم التفاهم والتعايش بين الأجيال الجديدة في كلا البلدين.