الاتحاد الأوروبي يقر مشروع تعاون استراتيجي جديد بين الجزائر وإيطاليا
صادق الاتحاد الأوروبي مؤخراً على مشروع تعاون استراتيجي مهم بين الجزائر وإيطاليا، في خطوة تؤكد عمق الشراكة المتنامية بين البلدين ودورهما المتزايد في رسم ملامح التعاون الإقليمي في ضفتي المتوسط. وتأتي هذه المصادقة في ظل تطور ملحوظ في العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجزائر وروما، حيث تسعى كل من العاصمتين إلى تعزيز أواصر التعاون، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار.
وأعرب الطرفان عن ترحيبهما بهذه الخطوة التي تمثل دفعة قوية لمجموعة من المشاريع المشتركة، وفي مقدمتها تعزيز شراكات الطاقة، حيث تلعب الجزائر دوراً رئيسياً كمزوّدٍ موثوق للغاز الطبيعي لإيطاليا وسائر أوروبا. كما تأتي هذه الشراكة في سياق تقلبات العلاقات بين الجزائر وبعض الأطراف الأوروبية الأخرى، ما يجعل من إيطاليا شريكاً استراتيجياً للجزائر في المنطقة.
وتشير التقارير إلى توقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية في الفترة الأخيرة، مما ينعكس إيجاباً على قطاعات اقتصادية وصناعية متنوعة، بدءاً من الطاقة المتجددة وصناعات النفط والغاز، وصولاً إلى التبادلات التجارية والاستثمارية في القطاعات الجديدة. وجاءت هذه التطورات بعد عدة لقاءات عالية المستوى بين مسؤولي البلدين، أسفرت عن توافق حول خريطة طريق لتوسيع نطاق التعاون.
ويؤكد مراقبون أن التوجه نحو تنويع الشراكات الأوروبية يعزز مكانة الجزائر كمحور استراتيجي في المنطقة، بينما تسعى إيطاليا لترسيخ موقعها كبوابة أساسية للتعاون بين شمال إفريقيا وأوروبا، خصوصاً في مجال أمن الطاقة وتوفير الفرص الاستثمارية المشتركة.
وينظر المحللون إلى المشروع الاستراتيجي الجديد كمحطة مفصلية للعلاقات الجزائرية-الإيطالية، ومعزز مهم لاستقرار المنطقة، نظراً لأبعاده الاقتصادية والجيوسياسية البارزة، خاصة في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة.