الجالية الجزائرية في فرنسا: رؤية وتحذيرات من الاقتصادي الموحوب موهوب

تناول الخبير الاقتصادي الفرنسي الجزائري الموحوب موهوب في تصريحات حديثة واقع الجالية الجزائرية في فرنسا، مع تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها في ظل تصاعد التوترات بين باريس والجزائر. وتأتي رؤيته في وقت يعيش فيه الجزائريون في فرنسا أوضاعًا مركبة، تجمع بين الرغبة في الاندماج المجتمعي، والحفاظ على الهوية الثقافية والروابط مع وطنهم الأصلي.

يشير موهوب إلى أن الجالية الجزائرية في فرنسا تُعد من أكبر الجاليات المغاربية هناك، ومع ذلك ما يزال بعض أفرادها يواجهون صعوبات تتعلق بالاندماج الكامل في المجتمع الفرنسي. ويعزو ذلك إلى السياسات الفرنسية تجاه الهجرة التي وُصفت بأنها “أسيرة الماضي”، حيث لم تستطع فرنسا – وفقًا لموهوب – أن تنتقل إلى سياسة هجرة أكثر انفتاحًا وروحًا إيجابية، وهو ما يعمق أحيانًا الشعور بالعزلة لدى الشرائح المهاجرة.

وينحدر الموحوب موهوب من قرية تيفريت ناث أومالك الواقعة بين بوزغن وعزازقة في ولاية تيزي وزو الجزائرية، وقد حقق نجاحات كبيرة في مساره الأكاديمي والإداري، حتى شغل رئاسة جامعة باريس دوفين العريقة. ويرى أن الخبرات الأكاديمية والمهنية لأبناء الجالية تمثل ثروة حقيقية للبلدين معًا، مؤكدًا ضرورة تشجيع شباب الجالية على الاستفادة من قدراتهم في مجالات البحث والابتكار وريادة الأعمال.

من جهة أخرى، لفت موهوب إلى المخاطر المرتبطة بارتفاع التصعيد السياسي والدعائي حول ملف الهجرة في فرنسا، خاصةً مع اقتراب كل موسم انتخابي. ويشدد على أهمية الابتعاد عن الخطاب المتطرف والسعي لبناء علاقات إيجابية ومستديمة بين فرنسا والجزائر، وتوفير أرضية مشتركة للتفاهم والحوار بما يحقق مصلحة الجالية ويوفر لها الأمان والاستقرار.

وأكد الموحوب موهوب في ختام حديثه على دور الأجيال الجديدة من جالية المهجر في رسم صورة إيجابية عن الجزائر بفضل نجاحاتهم ومساهماتهم في مختلف المجالات داخل المجتمع الفرنسي. ودعا إلى ضرورة إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الوطن الأم، والدفع نحو سياسات اندماج عادلة تراعى فيها الحقوق والحريات لكل أفراد الجالية، بما يعزز قيم التنوع والانتماء والمواطنة الفعالة.

موضوعات ذات صلة