الجزائر تبرز مجدداً عبر موقفها الحازم تجاه إسرائيل في مجلس الأمن

برزت الجزائر على الساحة الدولية مرة أخرى بموقفها الدبلوماسي الصارم إزاء الانتهاكات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، لتؤكد حضورها كلاعب أساسي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ضمن محفل الأمم المتحدة.

برز السفير الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة، عمّار بن جامع، كصوت قوي يحمل رسالة الجزائر الراسخة في إدانة التصرفات الإسرائيلية، لا سيما ما يجري في قطاع غزة. ففي آخر جلسات مجلس الأمن، حرص بن جامع على تحميل إسرائيل مسؤولية الأعمال المنهجية التي ترقى إلى جرائم الإبادة، كما دعا المجموعة الدولية إلى تحرك فعال لوقف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

وخلال تدخلاته، شدد ممثل الجزائر على تقصير المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحديداً في حماية الفلسطينيين، محذراً من أن التاريخ لن يرحم من يقف متفرجاً أمام المأساة المتكررة. كما أشار إلى أن الجزائر تدعم بقوة جميع المبادرات السلمية الرامية إلى إنهاء العنف وضمان العدالة، منوهاً بأن الضمير العالمي بات يعترف بدور الجزائر كصوت ملتزم بقيم العدالة وحقوق الإنسان.

وقد حظي الموقف الجزائري بدعم واسع من العديد من الدول والمنظمات الحقوقية، حيث أشار كثير من المراقبين إلى أن الجزائر تجاوزت حدود الخطاب التقليدي لتلعب دوراً محورياً في قيادة التنديد الدولي، والدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة تلزم إسرائيل باحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

لم تكن هذه الجولة الأولى للدبلوماسية الجزائرية في مواجهة إسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة؛ إذ تمتاز الجزائر بتاريخ طويل من الدفاع عن القضايا العادلة، وخصوصاً القضية الفلسطينية. وتأتي هذه المواقف لتعزز صورة الجزائر كشريك يُعوّل عليه في الكفاح من أجل حقوق الشعوب وكرامتها.

ويتزامن الموقف الجزائري مع إخفاق مجلس الأمن في تبني قرار ملزم بوقف إطلاق النار في غزة، وسط تزايد الانتقادات للدور الأمريكي المستمر في تعطيل مثل هذه القرارات. وقد عبّر السفير الجزائري عن خيبة أمله، موجهاً تحية تضامن للشعب الفلسطيني ومعتذراً عن عجز المجتمع الدولي عن إيقاف المأساة.

إن التغطية الدولية الواسعة لمواقف الجزائر الأخيرة توضح التحول النوعي في موقفها الدبلوماسي، وتؤكد مجدداً أن الجزائر ليست فقط نصيراً للفلسطينيين بل صوت الضمير في مجلس الأمن.

موضوعات ذات صلة