الجزائر تتجه نحو تصنيع اللقاحات محلياً لتقليص نفقات الاستيراد
اتخذت الجزائر مؤخراً خطوة استراتيجية لتعزيز صناعتها الدوائية من خلال الشروع في إنتاج اللقاحات محلياً، في إطار جهود تهدف لتقليص الاعتماد على الاستيراد وخفض التكاليف المالية المترتبة عليه. تأتي هذه المبادرة في ظل تزايد الحاجة لتأمين المستلزمات الصحية الوطنية، وضمان التوفير المستدام للأدوية الحيوية، خاصة اللقاحات.
أشرف وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم كويذري، في التاسع والعشرين من سبتمبر على إطلاق مشروع هام للاستثمار الصيدلاني في ولاية عنابة، حيث باشرت مجموعة “صيدال”، الرائدة في مجال الأدوية داخل الجزائر، تنفيذ وحدة جديدة لإنتاج اللقاحات. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في توفير جزء معتبر من حاجيات السوق الوطنية من اللقاحات، كما ستسهم في تخفيض فاتورة استيراد اللقاحات بنحو 150 مليون دولار سنوياً، وفق تقديرات رسمية.
وتعتبر هذه الخطوة استجابة مباشرة لتوجيهات السلطات العليا الرامية لتحقيق السيادة الصحية، خاصة بعد الدروس المستقاة من جائحة كوفيد-19 وصعوبة الحصول على الأدوية خلال فترات الطوارئ. تهدف الجزائر من خلال هذا المشروع إلى تلبية الطلبات المحلية بأعلى معايير الجودة، وكذلك رفع نسبة تغطية السوق المحلي بالمنتجات الوطنية، تماشياً مع رؤية شاملة لتنمية القطاع الصيدلاني.
وأكد الوزير كويذري أن الاستثمار في هذا المجال كان ضرورياً وعاجلاً، مشيراً إلى الإمكانيات العلمية والبشرية التي تتوفر عليها الجزائر لنجاح مشاريع من هذا النوع. كما أشار إلى أن المصنع الجديد سيستخدم أحدث التقنيات الصناعية لضمان جودة الإنتاج، وربما يسهم مستقبلاً في تصدير اللقاحات لدول أفريقية وعربية أخرى.
هذه المبادرة تندرج ضمن سياسة وطنية أوسع تهدف إلى الحد من التبعية الاقتصادية في القطاع الصحي، ورفع نسبة التصنيع المحلي للمنتجات الدوائية إلى أعلى المستويات الممكنة. وتسعى الجزائر، من خلال هذه المشاريع الاستراتيجية، إلى تحقيق التوازن بين احتياجات المواطن، وترشيد النفقات العمومية، وتعزيز موقعها كفاعل إقليمي في مجال الصحة.