الجزائر تدين بشدة ممارسات إسرائيل في الأمم المتحدة وتتهمها بالإبادة الجماعية في غزة
في جلسة عقدت مؤخرًا بمقر الأمم المتحدة، وجّهت الجزائر انتقادات لاذعة لإسرائيل، ووصفت ما يجري في قطاع غزة على أنه جريمة إبادة جماعية ترتكب بحق الشعب الفلسطيني أمام أنظار المجتمع الدولي.
وصرّح المندوب الجزائري لدى الأمم المتحدة، السفير عمر بن جامة، بأن السياسات الإسرائيلية تسببت في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يتجاوز وصفه بأنه مجرد صراع مسلح ويشكل جريمة إبادة جماعية بحسب القوانين الدولية والإنسانية. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يستخدم القوة المفرطة ويستهدف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد، مما أدى إلى كارثة إنسانية ومعاناة غير مسبوقة.
وأضاف وزير الخارجية الجزائري، خلال كلمته أمام الجمعية العامة، أن العنف المستمر وغياب المساءلة يخلقان حالة من الفوضى واللا استقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وشدّد على أن استمرار الغارات الإسرائيلية وتوسعها على أراضي الفلسطينيين يقوض فرص تحقيق السلام ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي.
ودعا بن جامة والأطراف الجزائرية في الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل من أجل وقف الاعتداءات وحماية المدنيين، مطالبين بتحقيق محايد وشفاف في الجرائم المرتكبة في غزة ومحاسبة المسؤولين عنها. وأعادت الجزائر التأكيد على دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشهدت القاعة تفاعلًا واسعًا مع كلمة الجزائر، حيث أيدت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية الدولية المطالب الجزائرية، وطالبت بإيجاد حل سياسي عاجل للأزمة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ويأتي هذا الموقف الجزائري انسجامًا مع تقارير صدرت مؤخرًا عن لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والتي أشارت إلى وجود أدلة على ارتكاب إسرائيل جرائم خطيرة يمكن أن ترقى إلى الإبادة الجماعية في القطاع.
يظل الملف الفلسطيني يحتل صدارة أولويات الجزائر الدبلوماسية، حيث تعمل الحكومة الجزائرية بالتنسيق مع شركائها في العالم العربي وأفريقيا وأمام المنظمات الدولية لدعم القضية الفلسطينية ومحاسبة كل من ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان.