الجزائر تستعد لتدشين خطين حديديين ضخمين قبل نهاية 2025
تتواصل في الجزائر الأعمال بوتيرة متسارعة لإنجاز مشروعين كبيرين في قطاع السكك الحديدية، إذ من المنتظر أن يتم تسليمهما ودخولهما الخدمة قبل انقضاء سنة 2025. وتأتي هذه المشاريع في إطار استراتيجية الدولة لتطوير البنية التحتية الداعمة للصناعات المنجمية، خاصة فيما يتعلق باستخراج ونقل الفوسفات والحديد.
ويشمل المشروع الأول خطاً حيوياً يبلغ طوله نحو 950 كيلومتراً، يربط بين مناطق التعدين في الشرق وإلى الغرب بموانئ ومناطق صناعية، ما من شأنه تسهيل عملية نقل المواد الأولية نحو الموانئ والمصانع بفعالية أعلى. ويتيح هذا الخط الضخم دعماً مباشراً لمشاريع استخراج الفوسفات وتصديره، إضافة إلى تعزيز شبكة النقل الوطنية وربط المناطق الداخلية الهامة بالمنافذ البحرية.
أما المشروع الثاني، فهو ذو طابع تكاملي مع الخط الأول ويهدف لخدمة مناجم الحديد ووسائل تحويلها الصناعية، من خلال ربط مواقع الإنتاج بوحدات المعالجة الأولية ومن بعدها بالمناطق الصناعية والموانئ الخاصة بالتصدير. وقد تم التأكيد على أهمية هذه السكة الحديدية لتقليل التكاليف اللوجستية وتحفيز الاستثمار في الصناعات التحويلية بالجزائر.
وقد صرّح وزير الأشغال العمومية أن وتيرة الإنجاز سجلت منحى تصاعدياً، حيث تم تجاوز العديد من العراقيل التقنية والمالية التي كانت تعترض سيرورة الأشغال في المرحلة الأولى للمشروعين. وأكد أيضاً على أن الدولة تولي أهمية قصوى لمشاريع النقل الحديدي باعتبارها رافعة أساسية لنمو الاقتصاد الوطني وخلق مناصب شغل جديدة.
من المنتظر الانتهاء من أشغال التشييد والربط قبل نهاية شهر ديسمبر 2025، على أن تبدأ المرحلة التجريبية مباشرة بعد الاستلام النهائي. ويُعول على هذين المشروعين لتقليص الاعتماد على النقل البري وتحقيق قفزة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية في الجزائر. كما من المتوقع أن تفتح هذه الخطوط الباب أمام استثمارات إضافية في قطاع الصناعات المنجمية وتساهم في زيادة حجم الصادرات الوطنية من الفوسفات والحديد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تندرج ضمن البرنامج الوطني لتحديث النقل وتنمية المناطق الصناعية، وتؤكد حرص الجزائر على استغلال ثرواتها الطبيعية بشكل أمثل ودعم حضورها الاقتصادي في الساحة الإقليمية والدولية.