الجزائر تطلق خطة جديدة لتجديد أسطول النقل العام باستيراد 10 آلاف حافلة حديثة
أعلنت الحكومة الجزائرية عن بدء تنفيذ قرار استيراد 10 آلاف حافلة جديدة، في إطار مساعيها لتحديث شبكات النقل العمومي وتطوير البنية التحتية للنقل الحضري والريفي في البلاد. وتم الإعلان عن الخطوة رسمياً خلال حفل رسمي أقيم في ولاية الشلف، بحضور الوزير الأول والعديد من المسؤولين، حيث جرى تسليم التراخيص لثلاث شركات محلية ستتولى عملية الاستيراد والتوزيع.
تأتي هذه المبادرة استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شدد خلال اجتماعات حكومية سابقة على ضرورة تجديد أسطول الحافلات، خاصة بعد التراجع الكبير في نوعية وكفاءة وسائل النقل على مستوى أغلب الولايات. وتهدف الخطوة تحديداً إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتسهيل حركة التنقل، بالإضافة إلى سحب الحافلات القديمة التي تجاوز عمرها أكثر من ثلاثين سنة.
ويُنتظر أن يؤدي استيراد الحافلات الجديدة إلى تحسين ظروف النقل وتقليل الازدحام، خصوصاً في المدن الكبرى، كما أنه سيعزز من سلامة الركاب ويرفع مستوى الأمان في السفر اليومي، نظراً لاحتوائها على تجهيزات حديثة تتوافق مع المعايير الدولية. وفي هذا السياق، أوضحت مصادر حكومية أن هذه الحافلات ستغطي مختلف مناطق البلاد، مع منح أولوية للمناطق التي تشهد ضغطاً سكانياً أو نقصاً واضحاً في خدمات النقل العمومي.
وتتوقع السلطات أن يسهم تحديث الأسطول في دفع القطاع الخاص لتطوير خدماته وجلب مزيد من الاستثمارات إلى مجال النقل، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة مع دخول الحافلات الحديثة حيز التشغيل. كما تشمل الخطوة خططاً موازية لتوفير قطع الغيار والتكفل بالصيانة الدورية لضمان ديمومة الخدمة وجودتها.
ويأتي استيراد هذه الدفعة من الحافلات ضمن استراتيجية أوسع تبنتها الحكومة لتطوير قطاع النقل، وتشمل تشديد الرقابة على تراخيص النقل وتحسين شروط السلامة وتسهيل حركة المسافرين بين الولايات، خصوصاً مع تزايد الطلب وتضاعف عدد الرحلات اليومية.
وتأمل الجزائر من خلال هذا المشروع في تقديم نموذج جديد للنقل العمومي العصري ورفع كفاءة الأسطول الوطني وتحسين تجربة المسافر ومواكبة التطورات في هذا القطاع الحيوي.