الجزائر تعلن عن استراتيجية جديدة لتنمية قطاع النفط والغاز باستثمارات قياسية
كشفت الحكومة الجزائرية عن خطة استراتيجية جديدة لتعزيز الاستثمارات في قطاع المحروقات، حيث أعلنت عن تخصيص نحو 60 مليار دولار للمشاريع المستقبلية في مجال النفط والغاز. وجاء هذا الإعلان خلال افتتاح الدورة الثالثة عشرة للصالون الدولي للمحروقات بمدينة وهران، بحضور الوزير المسؤول عن قطاع المحروقات والمناجم، محمد عرقاب.
وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تأتي مواصلةً للجهود التي تبذلها الجزائر لتقوية مكانتها كأحد أبرز منتجي ومصدري الطاقة في العالم. وأوضح أن الخطة الاستثمارية ستركز على تطوير الحقول الحالية واكتشاف احتياطات جديدة، مع الاعتماد بشكل أكبر على الشراكة مع كبرى الشركات الدولية مثل “قطر للطاقة” و”إيني” و”سينوبك” و”توتال إنرجي”، والتي شهدت توقيع خمسة عقود استكشاف وتطوير في الأشهر الأخيرة.
وتهدف الحكومة من خلال هذه الاستثمارات إلى ضمان أمنها الطاقوي على المدى الطويل وزيادة قدرتها التنافسية في السوق الدولية للنفط والغاز، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة في قطاع الطاقة والتحول نحو الاعتماد على مصادر أكثر استدامة كالهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي.
وقد صرح عرقاب بأن حوالي 80% من حجم الاستثمارات المعلنة سيخصص لنشاطات المنبع المتعلقة بالاستكشاف والإنتاج، بينما ستركز النسبة المتبقية على مشاريع نقل وتكرير وتوزيع الطاقة. ويُشار إلى أن الجزائر احتلت مكانة متقدمة في إفريقيا من حيث إبرام الصفقات النفطية، مع تغطية احتياطيات ضخمة تقدر بمئات المليارات من الأمتار المكعبة من الغاز.
ويأتي هذا التوجه في إطار سياسة وطنية تهدف إلى تنوع مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الوطني بعيدًا عن التقلبات الدورية في أسعار النفط، فضلا عن تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات الراهنة في مجال الطاقة. وتجدد السلطات الجزائرية التزامها بمواصلة التحديث التكنولوجي والتوسع في الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية لتحقيق التنمية الشاملة في البلاد.