الجزائر تمنح الضوء الأخضر لاستيراد دواء صيني بيولوجي مماثل جديد
أعلنت السلطات الصحية الجزائرية عن ترخيص استيراد دواء بيولوجي مماثل صيني الصنع لاستخدامه في علاج أمراض مزمنة، في خطوة جديدة لتعزيز خيارات العلاج المتاحة في البلاد وتخفيض تكاليف الرعاية الصحية.
جاء القرار نتيجة لمراجعة دقيقة أجرتها الهيئات المختصة لملف الدواء، حيث تم التأكد من مطابقة المنتج الصيني للمعايير الدولية من ناحية الفعالية والسلامة والجودة. ويعد هذا النوع من الأدوية البيولوجية المماثلة بمثابة ابتكار طبي يسعى إلى توفير بدائل منخفضة التكلفة للأدوية البيولوجية الأصلية المكلفة، التي غالباً ما يتم اللجوء إليها في علاج أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية والروماتويد.
وصرح مصدر مسؤول من وزارة الصحة بأن هذا الترخيص يشكل خطوة مهمة في مساعي الجزائر لتعزيز المخزون الوطني من الأدوية وفتح سوق الدواء أمام خيارات جديدة، مما سينعكس إيجابياً على المريض من حيث الأسعار والتوفر. وأضاف المصدر نفسه أن هذه الخطوة تأتي أيضاً في إطار الإستراتيجية الحكومية للحد من التبعية لمورد واحد وتشجيع المنافسة وفتح المجال نحو استيراد أدوية بيولوجية مماثلة من مصادر متعددة، خصوصاً بعد نجاح التجارب والتقييمات الفنية للدواء المستورد من الشركة الصينية.
وقد شهدت سوق الأدوية في الجزائر تحديات متزايدة خلال السنوات الماضية، منها ارتفاع أسعار بعض الأدوية الحيوية وصعوبة الحصول عليها في بعض الأحيان. وبهذا القرار، تأمل الجهات المسؤولة في تجاوز هذه الصعوبات وضمان وفرة العلاجات الأساسية التي يحتاجها المرضى.
من جانبه، رحب خبراء ومتخصصون في قطاع الصحة بالقرار، معتبرين أن اعتماد أدوية بيولوجية مماثلة ذات جودة يفتح آفاقاً واسعة أمام تحسين علاج الكثير من الحالات المرضية المستعصية، ويتيح للمرضى فرصة أكبر للحصول على علاج فعال بتكلفة أقل. وأكد الخبراء أهمية استمرار مراقبة جودة هذه الأدوية من خلال متابعة الأداء الطبي والبحث السريري، حفاظاً على سلامة المرضى وضمان استمرارية الفعالية العلاجية.
يذكر أن الجزائر تسعى في السنوات الأخيرة إلى تطوير سياساتها الدوائية وتنويع شركائها في هذا المجال، مع التركيز على الاستفادة من التطورات العالمية في صناعة الأدوية البيولوجية والمماثلة. ويأتي الترخيص الجديد كخطوة عملية تؤكد التزام الجزائر بتوفير أحدث العلاجات لمرضاها وضمان سيادتها الصحية.