الجزائر تنتقد المغرب بسبب استخدام ملف الهجرة مع أوروبا
شهدت العاصمة الجزائرية يوم الاثنين اجتماعًا ثنائيًا جزائريًا-إسبانيًا تمحور حول عدد من القضايا، وفي مقدمتها ملف الهجرة غير النظامية بين دول المغرب العربي وأوروبا. وفي هذا السياق، وجه وزير الداخلية الجزائري، سعيد سايود، خلال لقائه بنظيره الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، انتقادات مباشرة إلى المغرب متهمًا إياه باستخدام ورقة الهجرة كورقة ضغط على الدول الأوروبية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
أكد الوزير الجزائري تمسك بلاده بمبدأ التعاون الدولي لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مشددًا في الوقت ذاته على التزام الجزائر بسيادة قوانينها وحماية حدودها أمام كل أشكال الهجرة غير النظامية. وأشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الجزائر في مراقبة السواحل وتعزيز التعاون مع شركائها في الضفة الشمالية للمتوسط، من أجل الحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين.
ورغم الحديث عن أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة هذه الظاهرة، لم يفوت سايود الفرصة للتلميح إلى ما وصفه بـ”التساهل والتوظيف السياسي” الذي يمارسه المغرب، معتبرًا أن بعض التصرفات تهدف إلى استخدام معاناة المهاجرين كورقة ضغط في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وخاصة إسبانيا.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين الجزائر والمغرب حول عدد من القضايا، من بينها الأمن الإقليمي وإدارة الحدود وظاهرة الهجرة. ويرى خبراء أن الخلافات السياسية بين البلدين تساهم في زيادة تعقيد ملف الهجرة، وتحد من فرص التعاون الفعال بين دول المنطقة ومع أوروبا.
ويذكر أن الجزائر جددت في أكثر من مناسبة دعوتها إلى اعتماد مقاربة تشاركية قائمة على الحوار والاحترام المتبادل لمواجهة التحديات التي تفرضها الهجرة غير النظامية، مع التأكيد على ضرورة التصدي لأي محاولات استغلال الظاهرة في الخلافات السياسية بين الدول.