الجزائر تواجه أزمة نقص الأدوية: تصريحات وزارة الصحة حول الإجراءات المتخذة
شهدت الجزائر في الأشهر الأخيرة تزايداً ملحوظاً في شكاوى المواطنين والصيدليات من نقص حاد في بعض الأدوية الأساسية، خاصة تلك المخصصة للأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وقد تسببت هذه الأزمة في قلق واسع لدى المرضى وأسرهم وسط تقارير عن ارتفاع أسعار بعض الأدوية وانعدام بعضها الآخر من الأسواق بشكل كامل.
وفي هذا السياق، خرجت وزارة الصحة الجزائرية عن صمتها لتوضيح أسباب الأزمة والإجراءات المعتمدة للتعامل معها. وأكدت الوزارة أن أزمة نقص الأدوية تعود لعوامل متعددة، أهمها الضغوطات الاقتصادية العالمية التي انعكست على سلاسل الاستيراد، بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بالإنتاج المحلي ونقص المواد الأولية التي يعتمد عليها تصنيع الأدوية.
ونفت الوزارة وجود أي نية لرفع الأسعار بشكل مقصود، موضحةً أن الزيادات ناتجة عن ارتفاع تكاليف المواد الخام والشحن على المستوى الدولي. وذكرت مصادر في وزارة الصحة أن السلطات عمدت إلى اتخاذ عدد من الخطوات الاستعجالية، من أبرزها تشديد الرقابة على مخزون الأدوية في الصيدليات والمستشفيات، وتسريع وتيرة استيراد المواد الضرورية، مع إعطاء الأولوية للأدوية غير المصنعة محلياً والتي تمس صحة فئات واسعة من المجتمع.
كما أشارت الوزارة إلى التعاون الوثيق مع الشركات المحلية الدوائية بهدف زيادة القدرة الإنتاجية وتسهيل استيراد المواد الأولية بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة. ودعت المواطنين إلى التحلي بالصبر وتفادي شراء كميات مفرطة من الأدوية أو تخزينها بشكل غير مبرر.
من جانبه، طالب عدد من الخبراء في مجال الصحة بضرورة وضع استراتيجية طويلة المدى لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، وتقليل الاعتماد على الواردات، ومراقبة التوزيع تفادياً لخلق سوق سوداء قد تزيد من تعقيد الأزمة.
في الختام أكدت وزارة الصحة أنها تتابع الوضع عن كثب وتعمل بشكل يومي لإيجاد حلول عملية تضمن توفير الأدوية الأساسية للمرضى في أقرب وقت، مع الحرص على الشفافية والتواصل المستمر مع الرأي العام حول تطورات هذه المسألة الحساسة.