المخاوف الأبرز للجالية الجزائرية في كندا: تحديات تواجه المقيمين وتطلعاتهم المستقبلية
في أواخر سبتمبر الماضي، شهدت مدينة مونتريال لقاءً مهماً جمع النائب عن الجالية الجزائرية في فرنسا، عبد الوهاب يقوبي، بالقنصل العام للجزائر في كندا. وقد جاء هذا اللقاء في إطار الاهتمام المتزايد بقضايا ومشكلات أفراد الجالية الجزائرية الذين يعيشون في مختلف المقاطعات الكندية، حيث أتيحت الفرصة للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم حول سبل تحسين أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
خلال هذا الاجتماع، برزت قضيتان رئيسيتان تستحوذان على اهتمام الجزائريين المقيمين في كندا. القضية الأولى تتعلق بالإجراءات والتعقيدات المرتبطة بالخدمات القنصلية، وعلى رأسها تجديد جواز السفر الجزائري واستخراج الوثائق الرسمية الأخرى. الكثير من أفراد الجالية عبروا عن استيائهم من الاضطرار إلى قطع مسافات طويلة بين المدن الكندية للوصول إلى مقر القنصلية في مونتريال أو أوتاوا، وما يصاحب ذلك من تكاليف مالية وإجراءات إدارية طويلة.
أما القضية الثانية، فهي تركز على انشغالات الجالية حول سبل تمتين الروابط مع الوطن الأم والحفاظ على هويتهم الثقافية. أشار العديد منهم إلى حاجتهم إلى مزيد من الفعاليات الثقافية والدعم في المجالين التربوي والاجتماعي، ما يسهم في تقوية العلاقة بين الأجيال الجديدة من الجزائريين المقيمين في كندا وأرضهم الأصلية.
وقد أكد النائب يقوبي أنه نقل هذه الانشغالات إلى الجهات الرسمية في الجزائر، وأعرب عن التزامه بمواصلة الدفاع عن مصالح الجالية ومتابعة تنفيذ الحلول المقترحة، خصوصاً في ما يتعلق بتحسين جودة الخدمات القنصلية وتسهيل الإجراءات الإدارية عن بُعد.
تجدر الإشارة إلى أن الجالية الجزائرية في كندا تعرف نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ما يجعل معالجة قضاياها أولوية بالنسبة للسلطات الجزائرية بسبب دورها في دعم التواصل الحضاري وتعزيز صورة الجزائر في الخارج. ويبقى الأمل معقوداً على تحقيق استجابات عملية تواكب تطلعات هذه الجالية وتلبي متطلباتها المستجدة.