اليمين المتطرف الفرنسي يهاجم الجزائر في ظل أزمات داخلية متصاعدة

في ظل تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فرنسا، يستمر اليمين المتطرف في إثارة الجدل حول العلاقات مع الجزائر، متجاهلاً التحديات الداخلية التي تعصف بالبلاد. ومع اقتراب العودة السياسية بعد العطلة الصيفية، تحول قادة اليمين المتطرف إلى الجزائر مجدداً كأحد أهم مواضيع حملاتهم وخطاباتهم.

ورغم الاحتجاجات الاجتماعية المتكررة والمشاكل الاقتصادية المتزايدة، تظهر قيادات حزب التجمع الوطني وأعضاء يمينيون آخرون رغبة واضحة في تحويل الأنظار نحو قضايا الهجرة والعلاقة التاريخية المعقدة مع الجزائر. في خطابهم الأخير، لم يتردد هؤلاء المسؤولون في توجيه انتقادات لاذعة للحكومة الفرنسية، مدّعين أن السياسات الحالية تجاه الجزائر تضر بمصالح فرنسا وتزيد من التأثير الأجنبي.

وقد أكدت عدة مصادر إعلامية أن زعماء اليمين المتطرف يستغلون تصاعد هواجس بعض الفئات تجاه الهجرة، ويوظفون موضوع الجزائر كورقة ضغط على صناع القرار الفرنسي. ويأتي هذا التوجه في وقت تعيش فيه فرنسا حالة من القلق الاجتماعي والتجاذبات السياسية المرتبطة بالبطالة وارتفاع الأسعار وتزايد الفوارق الاجتماعية.

من جهة أخرى، لم تتأخر ردود الفعل في الجزائر، إذ عبرت منظمات من المجتمع المدني وشخصيات رسمية عن رفضها القاطع لهذه التصريحات، معتبرة أن استخدامها يأتي في سياق انتخابي داخلي وأن الجزائر ترفض أي محاولات للتوظيف السياسي لعلاقتها مع فرنسا.

وبينما يحاول قادة اليمين المتطرف اتخاذ موقف أكثر تشدداً من ملف العلاقات مع الجزائر، يطالب الكثير من المراقبين في فرنسا بضرورة التركيز على المشكلات الداخلية وإيجاد حلول للأزمات التي تمس المواطن الفرنسي مباشرة، بدلاً من تصدير الخطاب العدائي للخارج.

هكذا، ومع كل أزمة داخلية تشهدها فرنسا، يجد اليمين المتطرف فرصة جديدة لإعادة طرح ملف العلاقات مع الجزائر، في محاولة لصرف الأنظار عن واقع يتسم بالتعقيد والتحديات المتجددة.

موضوعات ذات صلة