تدهور أمني خطير في باماكو يدفع دولاً كبرى لدعوة رعاياها للمغادرة
تشهد العاصمة المالية باماكو توتراً أمنياً متزايداً في ظل تصاعد حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعصف بالبلاد، حيث أصدرت كل من الولايات المتحدة وروسيا تحذيرات عاجلة لرعاياها دعتهم فيها إلى مغادرة مالي فوراً. ويأتي هذا التحرك في أعقاب سلسلة من الأحداث والتوترات التي تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة، ما يعكس خطورة الوضع الحالي في البلاد.
في خطوة إضافية لتأكيد حدة الأزمة الداخلية، أعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي في السادس والعشرين من أكتوبر عن تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر، في إجراء احترازي يستهدف الحد من المخاطر الأمنية وحماية الطلاب والمعلمين من أي تهديدات محتملة. واعتُبر هذا القرار مؤشراً جلياً على حجم القلق الذي ينتاب السلطات المحلية بشأن تطورات الوضع الأمني.
وتعيش باماكو ومدن أخرى حالة من الترقب والحذر، وسط انتشار أمني مكثف وقلق بالغ لدى السكان المحليين بعد تصاعد التوترات بين القوى السياسية وازدياد التحذيرات الدولية. وقد أرجع عدد من المحللين هذه التحركات الدولية إلى وجود مخاوف حقيقية من احتمالية تدهور الأمور أكثر أو وقوع انفلاتات أمنية قد تهدد سلامة الأجانب والمواطنين على حد سواء.
من جهة أخرى، يتابع المجتمع الدولي الوضع في مالي عن كثب، خصوصاً بعد تواتر المؤشرات حول هشاشة الأوضاع ووجود بوادر عدم استقرار محتمل. وتترقب الأوساط السياسية والشعبية على السواء قرارات الحكومة العسكرية والتدابير الأمنية التي ستتبعها حفاظاً على حياة المواطنين وصيانة الاستقرار النسبي في البلاد.
في ظل هذا المشهد الغامض والمضطرب، يبقى مستقبل مالي مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وسط دعوات متزايدة للحوار واحتواء التصعيد، حرصاً على تجنيب البلاد المزيد من التدهور.