تراجع إنتاج المحروقات في الجزائر يثير القلق الاقتصادي

تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في إنتاج قطاع المحروقات، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد الوطني الذي يعتمد أساسًا على هذه الموارد الحيوية. وكشفت التقارير الصادرة عن منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) أن إنتاج الجزائر من النفط تراجع خلال الأشهر الماضية من عام 2025 ليصل إلى نحو 912 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثل واحدة من أدنى المستويات في السنوات الأخيرة.

وأظهرت بيانات الربع الأول من عام 2025 تراجعًا بنحو 4.5% في صادرات النفط الجزائرية، أي ما يعادل 34 ألف برميل نفط يوميًا، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما سيطرت الدول الأوروبية على قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الجزائري، ما يعكس تراجع الطلب في الأسواق التقليدية الأخرى، ويرفع من مستوى التحديات التي تواجهها الجزائر في تسويق إنتاجها من المحروقات.

ويرى محللون أن هذا الانخفاض جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها تراجع الاستثمارات في قطاع الطاقة وتأخر مشاريع تطوير الحقول الجديدة، بالإضافة إلى تأثير التقلبات في أسعار النفط العالمية والإجراءات المتعلقة بالإنتاج ضمن اتفاقيات أوبك +. ونتيجة لهذا الانخفاض، يتوقع الخبراء تباطؤ النمو الاقتصادي في الجزائر خلال العام الجاري، مع اعتماد البلاد بشكل كبير على عائدات صادرات النفط والغاز في تمويل موازنتها العامة.

من جانب آخر، أفادت تقارير دولية بأن التباطؤ في قطاع المحروقات قد يفرض على الجزائر البحث عن إصلاحات اقتصادية عاجلة وتنويع مصادر الدخل الوطني، لتقليل التأثير السلبي لأي انخفاض في أسعار أو كميات إنتاج الطاقة.

وفي ظل هذه المعطيات، تؤكد الحكومة الجزائرية التزامها باتخاذ تدابير لتحفيز الاستثمارات الأجنبية وتعزيز عمليات البحث والاستكشاف في قطاع المحروقات، بالإضافة إلى السعي نحو تطوير مصادر الطاقة المتجددة، حفاظًا على الاستقرار الاقتصادي للبلاد.ويبقى مستقبل إنتاج المحروقات مرهونًا بمدى فعالية السياسات التي ستتبعها الجزائر في الفترة المقبلة لمواجهة هذه التحديات وضمان استدامة مواردها الطاقوية.

موضوعات ذات صلة