تزايد الفجوة بين اليورو والدينار الجزائري في السوق الموازية نهاية أغسطس 2025
شهدت السوق الموازية للعملات في الجزائر في نهاية شهر أغسطس 2025 قفزة ملحوظة في سعر صرف اليورو أمام الدينار الجزائري، الأمر الذي يعكس عمق الفجوة المتزايدة بين الأسعار الرسمية وأسعار السوق السوداء.
أفادت مصادر محلية ومتابعات ميدانية للأسواق أن سعر صرف اليورو تجاوز حاجز 263 ديناراً جزائرياً في أشهر ساحات التداول غير الرسمية في العاصمة الجزائر، عند ساحة بور سعيد. وتزامن هذا الارتفاع مع نهاية شهر أغسطس، فيما سجل سعر اليورو خلال الأيام السابقة معدلات تراوحت بين 258 و260 دينارًا، قبل أن يشهد هذا الارتفاع السريع.
تعود أسباب هذا الصعود السريع إلى عدة عوامل، في مقدمتها التذبذب الاقتصادي وإجراءات ضبط السوق التي اتخذتها السلطات الجزائرية مؤخراً، إضافة إلى ارتفاع الطلب على العملة الأوروبية من قبل المواطنين الراغبين في السفر أو تحويل الأموال إلى الخارج. كما يلعب الفارق الكبير بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء دوراً محورياً في دفع وتيرة المضاربة على العملات الأجنبية، خاصة اليورو الذي يُعد الأكثر طلبًا.
من ناحية أخرى، تتراوح أسعار صرف اليورو في البنوك الجزائرية حول 151 إلى 152 دينارًا، أي بفارق يقارب 70 إلى 100 دينار عن السعر المتداول في السوق الموازية، ما يزيد من جاذبية السوق السوداء للراغبين في الحصول على كميات أكبر من العملة الصعبة.
يرى مراقبون اقتصاديون أن هذه الظاهرة مرشحة للاستمرار ما لم يتم معالجة الأسباب العميقة التي تدفع المواطنين والتجار نحو السوق السوداء، بما في ذلك محدودية سقف الصرف الرسمي وتعقيدات قوانين تحويل الأموال، إضافة إلى التوترات الاقتصادية الدولية التي تؤثر على أسعار الصرف بشكل عام.
وتؤكد الجهات الرسمية حرصها على ضبط السوق وتقليص الفجوة بين الأسعار، من خلال سلسلة من الإصلاحات المالية والاقتصادية، غير أن تعزيز الثقة في العملة المحلية ورفع حجم المعروض من النقد الأجنبي يعدان من التحديات الرئيسية أمام صناع القرار في المرحلة الراهنة.
من المتوقع أن يبقى ملف سعر صرف الدينار مقابل اليورو تحت المجهر خلال الأشهر المقبلة، وسط ترقب مستمر لتحركات السوق وإجراءات البنك المركزي الجزائري لكبح المضاربة وتقليل الاعتماد على السوق الموازية.