تسليم وثائق بن يوسف بن خدة، آخر رئيس للحكومة المؤقتة الجزائرية، إلى الأرشيف الوطني

قامت عائلة المناضل الراحل بن يوسف بن خدة، آخر من ترأس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (GPRA)، بخطوة لافتة تمثلت في تسليم مجموعته الخاصة من الوثائق والمراسلات والصور التاريخية إلى المديرية العامة للأرشيف الوطني في الجزائر العاصمة.

وترأس عملية التسليم الدكتور سليم بن خدة، نجل الزعيم الراحل وأستاذ الطب وأحد المهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية، الذي حرص على أن تحظى هذه الوثائق القيمة بالعناية والحفظ المناسبين ضمن المؤسسة المعنية بصون الذاكرة الوطنية.

وتضم المجموعة وثائق سياسية وتاريخية، بعضها لم يُنشر من قبل، تعكس المحطات الفارقة خلال فترة الثورة الجزائرية، وأدوار الحكومة المؤقتة في إدارة شؤون البلاد قبل الاستقلال، بالإضافة إلى مراسلات رسمية وأوراق شخصية ومذكرات لزعيم استثنائي واجه تحديات كبرى أثناء قيادته للمرحلة الانتقالية. وترصد هذه الوثائق تطورات هامة في مسار المفاوضات مع المستعمر الفرنسي، إلى جانب الإشراف على العمل السياسي والتنظيمي للثوار الجزائريين.

وقد عبر الدكتور سليم بن خدة عن شعوره بالمسؤولية حيال الأمانة التي ظلت العائلة تحتفظ بها لعقود، قائلاً إن “الحفاظ على الذاكرة الوطنية واجب مقدس، وإن مشاركة إرث والده مع عموم الباحثين والجمهور يصب في خدمة الأجيال الحالية والمقبلة، ويوفر مادة علمية ثمينة لدراسة تاريخ الجزائر المعاصر”.

لاقى قرار نقل الأرشيف إلى الأرشيف الوطني ترحيباً من المهتمين بالشأن التاريخي والأوساط الأكاديمية، حيث اعتبروا المبادرة دعامة جديدة لتعزيز الهوية الوطنية وتوثيق مسار أحد أبرز القادة السياسيين الذين ساهموا في صناعة الاستقلال الوطني، خاصة في ظل اهتمام الدولة بجمع التراث الوثائقي للثورة الجزائرية.

ويُنتظر أن تساهم هذه المبادرة في إثراء الأبحاث التاريخية المتعلقة بالحقبة المعقدة للانتقال من عهد الاستعمار إلى الدولة الجزائرية المستقلة، وأن تُسهم في كشف جوانب جديدة من شخصية بن خدة ودوره في رسم معالم الوطن. وقد أعلنت الجهات المعنية بالأرشيف الوطني أن المرحلة المقبلة ستشهد تنظيم عمليات جرد وتصنيف دقيق لمحتويات الأرشيف، تمهيداً لفتحه أمام الباحثين وتنظيم معارض توثيقية لتسليط الضوء على إرث بن يوسف بن خدة وإسهاماته في التاريخ الحديث للجزائر.

موضوعات ذات صلة