تشغيل 12 قطاراً حديثاً من جديد في الجزائر
أعلنت السلطات الجزائرية إعادة تشغيل 12 قطاراً حديثاً بعد انتهاء عمليات الصيانة والتحديث اللازمة، ضمن جهودها المستمرة لتعزيز شبكة النقل السككي ودعم تنقل المواطنين بين مختلف المدن والمناطق. يأتي هذا القرار بعد دراسة مستفيضة لحالة القطارات الوطنية واحتياجات المسافرين المتزايدة، خاصة في ظل اهتمام الدولة بتطوير البنية التحتية لقطاع السكك الحديدية.
وأوضحت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن القطارات المعاد تسييرها تتميز بتجهيزاتها الحديثة، والتي تواكب المعايير الدولية للأمان والراحة، فضلًا عن تحسن ملحوظ في سرعة الرحلات ودقة مواعيدها. ويهدف هذا الإجراء إلى تقليل الاكتظاظ، وتوفير خيارات نقل أكثر تطورًا وملاءمة لمتطلبات المواطنين اليومية.
ويُعد قطاع السكك الحديدية جزءًا أساسيًا من سياسة التنمية الاقتصادية في الجزائر، إذ تعول عليه الحكومة لتسهيل حركة النقل بين الولايات، وتحسين الخدمات اللوجستية، وتوفير فرص عمل جديدة. وأشارت مصادر مسؤولة إلى أن هذه الخطوة نابعة من خطة استراتيجية طويلة المدى تتضمن تحديث الأسطول الوطني بشكل تدريجي، واستيراد قطارات جديدة إذا تطلب الأمر ذلك، لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وأفادت الشركة بأن القطارات المعنية ستدخل الخدمة على خطوط رئيسية تشهد كثافة سكانية وتزايد الطلب خلال المواسم والعطل، أبرزها الخط الرابط بين الجزائر العاصمة وبعض المدن الكبرى. سيتم تزويد هذه القطارات بأنظمة تكنولوجية حديثة لضمان أمن وسلامة الركاب، إضافة إلى توفير تجربة أكثر راحة بفضل مقاعدها المريحة ومساحات التخزين المخصصة للمسافرين.
يُذكر أن الحكومة الجزائرية وضعت ضمن أولوياتها في السنوات الأخيرة تحديث منظومة النقل العام بأكملها، بما يشمل توسعة السكك الحديدية، وتجديد المحطات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة. وتعكس إعادة تشغيل هذه القطارات التزام الدولة بهذا البرنامج الطموح، وتوجيهها الاستثمارات اللازمة للارتقاء بمستوى النقل الوطني وجعله أكثر تنافسية واستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن تعزيز النقل السككي في الجزائر يمثل خطوة مهمة في تقليل الاعتماد على وسائل النقل الفردية، والحد من ازدحام الطرق، وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة.