تصاعد الأزمة بين فرنسا والجزائر: قرارات متبادلة تزيد من التوتر الدبلوماسي
تشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية تصعيدًا جديدًا في حدة الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، إذ أقدمت باريس مؤخرًا على اتخاذ خطوات تصعيدية ردًا على التوترات المتزايدة مع الجزائر، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية على حد سواء.
وقد بدأت بوادر هذه الأزمة في أعقاب سلسلة من الأحداث السياسية الحساسة، فبعد حادثة اختطاف شخصية مؤثرة جزائرية، تضاعفت حالة التوتر بين البلدين، حيث اتهمت الجزائر باريس بالتدخل في شؤونها الداخلية ووصفت الخطوات الفرنسية بأنها غير مقبولة وتمثل خرقًا للأعراف الدبلوماسية.
في تطور لافت، أعلنت السلطات الفرنسية قرارها طرد 12 دبلوماسيًا جزائريًا من باريس، وسحبت سفيرها من الجزائر، في مؤشر واضح على رغبة الرئيس إيمانويل ماكرون في تشديد المواقف تجاه الجزائر، كرد مباشر على قرارات مماثلة اتخذتها الحكومة الجزائرية بحق الدبلوماسيين الفرنسيين لديها. واعتبرت الحكومة الفرنسية أن هذه الإجراءات “ضرورية” لحماية مصالحها و”ردًا متناسبًا” على ما وصفته بالتدابير الجزائرية غير المبررة.
وفي المقابل، لم تتأخر السلطات الجزائرية في الرد، فقد بادرت أيضًا إلى طرد مجموعة من الدبلوماسيين الفرنسيين، مؤكدة تمسكها بموقفها “الدفاعي عن السيادة الوطنية” ورفضها لما تعتبره “ضغوطًا فرنسية لا مبرر لها”. ووصفت الصحافة الجزائرية تلك التحركات بأنها خطوة ضرورية للدفاع عن المصالح الوطنية أمام التصرفات الفرنسية التي تشهد تصعيدًا غير مسبوق.
يرى مراقبون أن هذه الموجة الجديدة من التوترات تنذر بمستقبل دبلوماسي غامض بين البلدين الذين تربطهما علاقات تاريخية معقدة. ويرجح البعض أن الملف سيتصدر النقاشات القادمة في المحافل الدبلوماسية الإقليمية، دون استبعاد تدخل وسطاء دوليين في محاولة للتهدئة وحلحلة الأزمة قبل أن تتسع رقعة التصعيد.
ومن غير المتوقع أن تتراجع حدة الخلاف في القريب العاجل، في ظل استمرار التراشق الدبلوماسي والخطوات التصعيدية المتبادلة، مما قد ينعكس على جوانب أخرى من علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين الشعبين. وتبقى الأنظار متجهة إلى القرارات القادمة سواء من باريس أو الجزائر، ومدى إمكانية العودة إلى طاولة الحوار لإنهاء النزاع وتحقيق استقرار العلاقات الثنائية.