تصاعد التوتر بين الجزائر ومالي خلال اجتماعات الأمم المتحدة

شهدت أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة مواجهة دبلوماسية ساخنة بين الجزائر ومالي، حيث اشتدت حدة الخطاب بين البلدين على خلفية خلافات مستمرة حول ملفات أمنية وإقليمية حساسة.

فقد عبّر وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في كلمة أمام الجمعية العامة في نيويورك، عن استياء بلاده الشديد من التصريحات الأخيرة لقادة المجلس العسكري الحاكم في باماكو، وعلى رأسهم العقيد عاصمي غويتا. وتطرّق عطاف، في خطابه، إلى ما وصفه بـ”تشويه الحقائق” من قبل السلطات المالية، واعتبر أن الاتهامات الموجهة من طرف باماكو للجزائر بدعم الجماعات الإرهابية “عارية عن الصحة ومحاولة للهروب من المسؤوليات الحقيقية عن تدهور الوضع في مالي”.

وكانت مالي قد وجّهت، خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة، انتقادات لاذعة للجزائر، واتهامات بدعم الإرهاب في المنطقة، الأمر الذي رفضته الجزائر بشدة. وشدد عطاف على أن الجزائر كانت دائماً في طليعة الجهود الرامية لإحلال السلم والاستقرار في منطقة الساحل، وذكّر بدور الجزائر في رعاية اتفاق السلام والمصالحة الموقع في الجزائر عام 2015 بين الأطراف المالية.

وأشار الوزير الجزائري إلى أحداث أخيرة زادت من توتير العلاقات، منها حادثة إسقاط الدفاع الجوي الجزائري لطائرة مسيّرة مالية، والتي وصفتها باماكو بـ”العدائية”، وهو ما رفضته الجزائر معتبرةً أن الأمر كان عملاً دفاعياً على سيادتها.

وقد انعكست هذه الخلافات في أجواء مشحونة بين الوفدين، وسط دعوات عربية وإفريقية لاحتواء التصعيد والعودة إلى الحوار البنّاء، خاصة في ظل التهديدات المستمرة للأمن الإقليمي وازدياد نشاط الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل.

يُذكر أن العلاقات الجزائرية-المالية تمر بفترة حرجة منذ أشهر، وأدت تراكمات الأحداث والتصريحات إلى تصعيد غير مسبوق على الصعيد الدبلوماسي والإعلامي. وأكدت الجزائر، في ختام مداخلتها، تمسكها بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع رفضها التام لأي محاولة للمساس بمصالحها أو تشويه دورها الإقليمي.

موضوعات ذات صلة