تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل: هل تتجه أنقرة إلى مواجهة عسكرية؟
في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة، برزت تساؤلات حول ملامح السياسة التركية تجاه إسرائيل وإمكانية تطور الأمور إلى صدام عسكري مباشر بين الدولتين. وكانت الحكومة التركية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، قد أعلنت موقفاً واضحاً برفضها الهجمات الإسرائيلية على غزة ووجهت انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية، مؤكدة دعمها للفلسطينيين في المحافل الدولية والإقليمية.
ويميل بعض المراقبين إلى اعتبار أن تركيا تتجه لتشديد موقفها السياسي والدبلوماسي، فقد لوحظ تسارع الخطوات التركية منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر عام 2023، سواء عبر التعبير عن الغضب في الأمم المتحدة أو من خلال تعزيز الاتصالات والتنسيق مع شركائها الإقليميين. غير أن أنقرة لم تتجاوز حدود التهديد الإعلامي والدبلوماسي، وما زالت تبتعد عن الانخراط المباشر في مواجهة عسكرية مع الإسرائيليين. من جانب آخر، يرى البعض أن التصعيد التركي يتماشى مع اعتبارات داخلية تتعلق بتحفيز الرأي العام وكسب التأييد، فضلاً عن رغبة أنقرة في لعب دور أكبر بالمنطقة من بوابة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
مع ذلك، يجمع أغلب المحللين أن تركيا رغم تصعيد لهجتها، تظل حذرة في سياساتها، سواء حماية لمصالحها الجيوسياسية أو تجنباً لصدام مع حلفائها الغربيين. الجدير بالذكر أن التصعيد الأخير الإسرائيلي لم يقتصر على غزة فقط، بل شمل أيضاً لبنان، وإيران، واليمن، ما دفع أنقرة، كما عواصم إقليمية أخرى، إلى مراجعة استراتيجياتها وخياراتها المستقبلية بدقة.
في السياق ذاته، يؤكد مسؤولون أتراك أن بلادهم على استعداد تام للمساهمة في أي جهود لوقف إطلاق النار وإحلال السلام، وأنها ستواصل حشد دعمها للفلسطينيين سياسياً وإنسانياً، في الوقت الذي تراقب فيه عن كثب تطورات الأوضاع الإقليمية لتحدد خياراتها بما يحقق مصالحها الوطنية ويحافظ على استقرار المنطقة.
وهكذا، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى إمكانية احتدام المواجهة بين تركيا وإسرائيل، وإن كانت المعطيات الحالية تميل أكثر إلى استمرار التوتر والتصعيد الدبلوماسي دون بلوغ مرحلة الصدام المباشر بين الطرفين.