تصاعد التوتر بين جبهة التحرير الوطني وصوت الشعب في البرلمان الجزائري
شهدت الساحة السياسية الجزائرية مؤخراً مشادات سياسية حادة بين جبهة التحرير الوطني، الحزب الأعرق والأكثر تمثيلاً في البرلمان، وحزب صوت الشعب الذي يقوده لامين عصماني. هذا التصعيد جاء بعد تعليقات مثيرة أطلقها عصماني بحق حزب جبهة التحرير الوطني، مما أثار موجة من الجدل والردود المضادة.
في تصريحات إعلامية حديثة، انتقد عصماني أداء جبهة التحرير الوطني واصفاً إياه بالمتخاذل داخل أروقة البرلمان، ومتهماً إياه بعدم التجاوب مع متطلبات المرحلة السياسية الراهنة وتجاهل المبادرات البرلمانية الحيوية. وقال عصماني: “هناك أحزاب تقليدية تفضل الالتزام بالصمت والجمود على المساهمة الفاعلة بما يخدم مصلحة الوطن والشعب”، مشيراً بشكل غير مباشر إلى جبهة التحرير الوطني. وأضاف أن صوت الشعب سيواصل الضغط من أجل إصلاح منظومة التشريع وتعزيز الشفافية البرلمانية.
رداً على ذلك، لم تتأخر جبهة التحرير الوطني إذ أصدرت الكتلة البرلمانية للحزب بياناً شديد اللهجة اعتبرت خلاله أن تصريحات عصماني محاولة للبحث عن الأضواء عبر مهاجمة أحزاب لها رصيد تاريخي وشعبي كبير. وأكد البيان أن الحزب يرفض الدخول في مهاترات سياسية لا تخدم مستقبل البلاد، وذكّر الجميع بمساهمات جبهة التحرير الوطني في بناء استقرار الجزائر.
ورأى مراقبون أن هذا السجال يعكس التغييرات العميقة التي يشهدها المشهد الحزبي في الجزائر، حيث تسعى الأحزاب الجديدة للفت الانتباه من خلال تحدي الهيمنة التقليدية للأحزاب الكبرى. من جانب آخر، يرى متابعون أن التوتر قد يكون مقدمة لمناقشات أكثر جرأة في جلسات البرلمان القادمة، وهو ما يفسح المجال أمام نقاشات سياسية أكثر حيوية وتنوعاً، قد ترفع مستوى العمل البرلماني وتستجيب لمطالب المواطنين.
المصدر: متابعة منصات التواصل وصفحات الأحزاب وبياناتها الرسمية.