تعزيز الجهود الأمنية لمكافحة تجارة المخدرات في الجزائر

تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في وتيرة مكافحة شبكات تهريب وتجارة المخدرات، نتيجة لتكثيف الجهود الأمنية واعتماد استراتيجيات جديدة للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الشباب والمجتمع.

شهدت الأسابيع الأخيرة تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية الموسعة من قبل مختلف الأجهزة الأمنية، بتنسيق مع وزارة الداخلية، استهدفت أماكن يُشتبه في استخدامها لنشاطات تهريب وترويج المخدرات. وأسفرت هذه العمليات عن توقيف عدد كبير من المشتبه بهم ومصادرة كميات معتبرة من المواد المخدرة، إلى جانب تحييد العديد من الشبكات الخطيرة المرتبطة بهذا النشاط الإجرامي.

وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية الجزائرية بتاريخ الثلاثاء 2 سبتمبر 2025، أكّدت السلطات نجاح الفرق الخاصة التابعة لجهاز الشرطة في تنفيذ عدة ضربات مؤثرة ضد عصابات تهريب المخدرات خلال الفترة الماضية. وجاء في البيان أن هذه العمليات تمثل جزءاً من استراتيجية أمنية متكاملة تهدف إلى قطع الطريق أمام المهربين وحماية المجتمع لا سيما فئة الشباب.

وتأتي هذه التحركات في ظل قلق متزايد من ارتفاع حالات الإدمان وضبط كميات كبيرة من المخدرات على الحدود الغربية للبلاد، خصوصاً قرب مناطق التماس مع دول الجوار. وقد شددت الحكومة الجزائرية مؤخراً على ضرورة تضافر جهود جميع المؤسسات الأمنية والقضائية، واعتماد خطط عمل دقيقة تشمل تحديث التشريعات القوانين المتعلقة بمكافحة المخدرات واستحداث لجان متخصصة لمتابعة تطورات الوضع على الميدان.

ومن جهة أخرى، أطلقت الجزائر استراتيجية وطنية جديدة للفترة 2025-2029 في مجال مكافحة المخدرات، تهدف إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المصاحبة لانتشار هذه الآفة. ترتكز الخطة على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، إضافة إلى رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر المخدرات وتوفير الدعم والإرشاد للفئات الهشة والمهددة بالوقوع في فخ الإدمان.

وتؤكد السلطات الجزائرية التزامها بمواصلة الحرب على كافة أشكال الجريمة المنظمة، وخاصة أنشطة تهريب المخدرات، باعتبارها من أبرز التهديدات للأمن الوطني. كما تدعو المواطنين إلى الإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو برامج توعوية ورياضية تساهم في بناء مجتمع قوي ومحصن من مخاطر المخدرات.

موضوعات ذات صلة