تغييرات واسعة في قيادة الشركات العامة الجزائرية: استمرار حركة التعيينات والإقالات
شهدت الجزائر خلال الأشهر الأخيرة موجة من التغييرات الواسعة في قيادة كبرى الشركات والمؤسسات العامة، حيث تم تعيين وإقالة عدة رؤساء مديري عامين لمجموعات اقتصادية بارزة. هذه التغييرات تأتي في إطار سياسة متبعة لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتعزيز أدائها الاقتصادي والإداري.
شملت التغييرات شركات عملاقة مثل سوناطراك، الشركة الوطنية للبترول والغاز، التي شهدت في ٢٦ أكتوبر إقالة مديرها العام رشيـد حشيشي، ليخلفه نور الدين داودي، المعروف بخبرته الطويلة في قطاع الطاقة. ويُعتبر هذان المنصبان من الأكثر حساسية في البلاد بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لشركة سوناطراك. وقبل هذه الخطوة، تم إعفاء شرف الدين عمارة من نفس المنصب في مسلسل متواصل من تبديل القيادات العليا.
ولم تقتصر التحولات على قطاع الطاقة، بل امتدت لتشمل مؤسسات كبرى أخرى مثل مجموعة مدار، الجزائر بوست، لوجيترانس وسونارام، حيث أُعلن عن تغييرات مماثلة في مجالس إدارتها. وأثارت هذه التحركات جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية بين مؤيدين يرون في الأمر فرصة لتجديد الدماء وتحسين الحكامة، ومنتقدين يحذرون من مخاطر عدم الاستقرار الإداري وكثرة التبديلات على مستقبل تلك المؤسسات.
ويرى مراقبون أن هذه السلسلة من الإقالات والتعيينات ستتواصل في الفترة القادمة، تماشياً مع الإستراتيجية الحكومية الرامية إلى تعزيز الشفافية وضخ دماء جديدة قادرة على قيادة المشاريع الوطنية الضخمة، خصوصاً مع التحديات الاقتصادية والمالية التي تمر بها الجزائر.
ويؤكد مختصون أن التغييرات تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع كفاءة الأداء وضمان تحقيق الأهداف المنشودة في مجالات الطاقة، النقل، والخدمات، إضافة إلى تعزيز مواقع الجزائر التنافسية إقليمياً ودولياً في ظل التحولات الجارية في الأسواق العالمية.
من الواضح أن السياسة الإصلاحية في الجزائر دخلت مرحلة جديدة من الزخم، مما يبعث برسائل قوية إلى جميع المتابعين بأن الدولة تسعى جاهدة لمواكبة عصر التغيير وإصلاح مؤسسة القطاع العام، مع التطلع لإكسابها المزيد من النجاعة والشفافية.