تقدم ملحوظ في مشروع السكة الحديدية العملاق بين تندوف وبشار في صحراء الجزائر

شهد مشروع بناء خط السكة الحديدية الضخم الذي يربط بين مدينتي تندوف وبشار في جنوب غرب الجزائر تطورات لافتة مؤخرًا، حيث نُشرت صور جديدة من موقع الورشة تبرز حجم العمل الجاري في قلب الصحراء. ويُعد هذا المشروع، الذي تمتد سكته على مسافة تقارب 950 كيلومترًا، من أضخم المبادرات التنموية في الجزائر وأهم مشاريع البنية التحتية بالمنطقة.

ويهدف هذا الخط الحديدي في الأساس إلى دعم عملية نقل خام الحديد القادم من منجم “غار جبيلات”، أحد أكبر المناجم على الصعيد الأفريقي، علاوة على تعزيز حركة نقل المسافرين بين مدن الجنوب الغربي. وتقوم الوكالة الوطنية للاستثمارات في السكك الحديدية (أنسريف) بالإشراف الكامل على تنفيذ المشروع، مستعينة بإمكانيات مالية وبشرية كبيرة وتجهيزات حديثة لضمان احترام الجدول الزمني وتحقيق المعايير الدولية في الجودة والسلامة.

تظهر الصور الأخيرة لوحات من العمل الدؤوب للعمال والمهندسين وسط ظروف مناخية قاسية، حيث يشق الخط مسالك وعرة وتضاريس صحراوية معقدة. ويشمل المشروع إنشاء محطات حديثة ومرافق لوجستية متطورة، إلى جانب مد الجسور والأنفاق لضمان سيولة الحركة وسلامة النقل.

ويرى خبراء النقل والاقتصاد في الجزائر أن هذا المشروع سيحدث نقلة نوعية في مجال المواصلات وربط المناطق النائية بمراكز الإنتاج والتوزيع، وخاصة أنه يسهم في دفع عجلة التنمية المحلية وتوفير فرص عمل لسكان الصحراء. كما من المتوقع أن يدعم الخط الجديد عملية تصدير الحديد إلى الأسواق الإقليمية والدولية، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.

وتشير التقديرات إلى أن الانتهاء من هذا المشروع سيكون في العام 2026، مع توقع زيادة وتيرة العمل في الأشهر المقبلة ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز مكانة الجزائر كمحور لوجستي هام في شمال أفريقيا. ويواصل القائمون على المشروع نشر تفاصيل التطورات لتأكيد الشفافية وكسب ثقة الرأي العام المحلي والدولي.

موضوعات ذات صلة