تقدم ملحوظ في مشروع السكة الحديدية لنقل الفوسفات بشرق الجزائر

تشهد منطقة الشرق الجزائري تطورات هامة في إنجاز واحد من أكبر مشاريع البنية التحتية بالبلاد، حيث يجري العمل بوتيرة متسارعة على إنشاء خط سكة حديدية استراتيجي لنقل الفوسفات من منجم بلاد الحطب بولاية تبسة إلى ميناء عنابة. يندرج هذا المشروع ضمن مخطط الدولة لتعزيز ربط المناطق الصناعية والمعدنية بالموانئ الكبرى وتطوير قطاع النقل والمنظومة الاقتصادية الوطنية.

يمتد الخط الجديد لمسافة تقارب 422 إلى 451 كيلومتر، مرورًا بعدة ولايات ومراكز اقتصادية حيوية في المنطقة الشرقية. ويشكل المشروع محورًا رئيسيًا في الإستراتيجية الوطنية لاستثمار الثروات الطبيعية، خاصة في مجال الفوسفات الذي تعول عليه الجزائر لدعم الصناعات التحويلية والتصدير، ولتوفير آلاف فرص العمل. ووفق المصادر الرسمية، من المتوقع أن يسهم خط السكة الحديدية الجديد في خلق حوالي 14,000 فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لصالح سكان الولايات التي يعبرها.

ويمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في منظومة النقل المنجمي واللوجستي، حيث من المنتظر أن يرفع من طاقة نقل الفوسفات الخام نحو المنشآت الصناعية وميناء عنابة المخصص للتصدير. إلى جانب الأثر الاقتصادي المباشر للمشروع، سيساهم في تحديث وتوسعة خطوط النقل عبر مد خط مزدوج مزود بتقنيات حديثة لرفع السرعة والسلامة وتقليل أوقات الرحلة.

وقد أشارت وكالة الاستثمارات الوطنية في الجزائر (أنسريف) إلى أن الأشغال تسير بشكل منتظم، مع توثيق مراحل التقدم من خلال الصور والفيديوهات التي تعكس حجم المعدات والموارد البشرية المسخرة لإنجاح المشروع. ومن المقرر الانتهاء من الأشغال في غضون السنوات المقبلة، ليشكل هذا الخط رافعة اقتصادية جديدة ستدعم مكانة الجزائر كمصدر رئيسي للفوسفات في منطقة البحر المتوسط.

ويأتي هذا المشروع إلى جانب خطوط مماثلة قيد الدراسة أو الإنجاز في غرب الجزائر، لتوفير شبكة نقل متطورة تدعم خطط التنمية الصناعية وتسهّل عمليات الربط اللوجستي بين مناطق الإنتاج وموانئ التصدير الكبرى.

موضوعات ذات صلة