توتر دبلوماسي مستمر بين الجزائر والإمارات وتصعيد في الخطاب الرئاسي الجزائري
تشهد العلاقات بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة تراجعاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة، حيث يلوح في الأفق توتر دبلوماسي غير معلن لكنه جلي في التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين في البلدين. وعلى الرغم من عدم صدور بيانات رسمية تشير إلى نشوب أزمة مفتوحة بين العاصمتين، إلا أن علامات الخلاف والتوتر باتت واضحة من خلال الخطابات والتصريحات المتبادلة.
خلال كلمة ألقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤخراً في أحد اللقاءات الرسمية، وجه رسائل مبطنة إلى أبوظبي انتقد فيها السياسات الإقليمية لدولة الإمارات في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. وجاءت تصريحات تبون بعد سلسلة من الأحداث التي زادت من حدة التوتر بين البلدين، بدءاً من الخلافات حول الأوضاع في ليبيا وامتداداً إلى قضايا أمنية تتعلق بمالي والسودان.
الرئيس تبون اتخذ في تصريحاته منحىً تصعيدياً حين أشار بشكل غير مباشر إلى أن الجزائر «ترفض التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة» وترى أن بعض الأطراف الإقليمية تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار، في إشارة يُعتقد أنها موجهة إلى السياسات الإماراتية. وزاد تبون من حدة خطابه بانتقاد ما سماه محاولات بعض الدول “إشعال الفتن في دول الجوار وشمال إفريقيا”، دون تسمية الإمارات بشكل صريح، إلا أن المتابعين للمشهد السياسي أدركوا من فحوى حديثه أنه يقصد أبوظبي.
وتعود جذور الخلاف بين الجزائر والإمارات إلى تباين وجهات النظر حول الأزمات الإقليمية، لاسيما في ليبيا حيث تدعم كل دولة أطرافاً سياسية مختلفة. كما تتهم الجزائر الإمارات بلعب أدوار غير واضحة في منطقة الساحل، ما تعتبره تهديداً للأمن المغاربي والإفريقي.
ومع تصاعد وتيرة التصريحات، لم تُستبعد احتمالية أن تشهد العلاقات مزيداً من التوتر في الفترة القادمة، في ظل إصرار الجزائر على الدفاع عن رؤيتها الخاصة بالسيادة الإقليمية، وتمسك أبوظبي بمواقفها السياسية في المنطقة. وبينما يكتفي الطرفان حتى الآن بالانتقادات العلنية، يظل مستقبل العلاقات رهين التطورات الجيوسياسية والأمنية في شمال إفريقيا والساحل.