تونس والمغرب: جمود في العلاقات وسط مساعٍ مغربية لإصلاحها

شهدت العلاقات بين المغرب وتونس خلال السنوات الأخيرة جموداً غير مسبوق، لا سيما بعد القطيعة التي وقعت منذ حوالي ثلاث سنوات بسبب أحداث سياسية أحدثت شرخاً في التواصل بين البلدين. وعلى الرغم من محاولات المملكة المغربية لإعادة المياه إلى مجاريها مع الجمهورية التونسية، لا تزال هذه الجهود تصطدم برفض وتعنت واضح من الجانب التونسي، وتحديداً من الرئيس التونسي قيس سعيد الذي أظهر موقفاً صارماً تجاه أي خطوات لإعادة التقارب مع الرباط.

ورغم إدراك المغرب لأهمية العلاقات مع تونس وحرصه على استعادة أجواء التعاون المغاربي، إلا أن القيادة التونسية تستمر في التمسك بموقفها الرافض. وأعربت أوساط إعلامية وسياسية مغربية عن أسفها لعدم الاستجابة التونسية للمبادرات المغربية، معتبرة أن استمرار هذا الجمود لا يخدم مصلحة الشعبين ولا مستقبل الاستقرار في المنطقة المغاربية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن سبب هذا التعنت يعود جزئياً إلى اعتبارات داخلية وأخرى إقليمية تتعلق بحسابات سياسية مع أطراف خارجية. ويؤكد مراقبون أن الرئيس قيس سعيد يتخوف من إغضاب بعض الحلفاء الإقليميين أو التأثير على ميزان المصالح الدبلوماسية، الأمر الذي يدفعه إلى الإبقاء على الوضع الراهن ورفض الانخراط في أي مصالحة أو تقارب مع المغرب.

في المقابل، تواصل المملكة المغربية مساعيها لإحياء الحوار وإيجاد أرضية مشتركة تُمكّن من تجاوز الخلافات، معتبرة أن التحديات المشتركة التي تواجه دول المغرب العربي تتطلب تنازلات متبادلة وروح تعاون بعيدة عن الحسابات الضيقة.

ويبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل العلاقات المغربية-التونسية في ظل تصلب المواقف الراهنة. فهل تشهد الأشهر القادمة انفراجاً يعيد الدفء إلى علاقات الجارين أم يستمر الجمود ليكرس القطيعة في منطقة هي بأمس الحاجة إلى الوحدة والتكامل؟

موضوعات ذات صلة