جدل سياسي جديد في الجزائر حول مهرجان الشريط المرسوم
شهدت الجزائر مؤخراً جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية، وذلك عقب تصريحات مثيرة أطلقها النائب زكريا بلخير، المنتمي لحركة مجتمع السلم، حول فعاليات المهرجان الدولي للشريط المرسوم في الجزائر (FIBDA).
في رسالة رسمية وجهها بلخير إلى الوزير الأول، اعتبر النائب أن هذا المهرجان يمثل “اعتداءً على قدسية مقام الشهيد ورمزية الشهداء الجزائريين”، مثيراً بذلك موجة من الاستياء والانقسام بين المؤيدين والمعارضين لتدخل السياسيين في الشأن الثقافي. وحسب وسائل إعلام محلية، ركز بلخير في خطابه على بعض الشخصيات والرسومات التي ظهرت خلال المهرجان، والتي اعتبرها “مخالفة لقيم المجتمع وتقاليده”.
هذه الحادثة تأتي بعد أسابيع قليلة من اقتراح نائب آخر عن حركة البناء الوطني بإلغاء مادة الفلسفة من شهادة البكالوريا، ما عزز المخاوف لدى المثقفين من تصاعد محاولات تقييد الحريات والرقابة على الحقل الثقافي والفني في الجزائر.
من جهتهم، دافع منظمو المهرجان والمشاركون فيه عن أهمية الفعالية في تشجيع الإبداع وفتح مجالات الحوار والنقاش حول قضايا المجتمع من خلال الفن والرسم والقصص المصورة. وأكدوا أن الانتقادات الموجهة للمهرجان تعكس رؤى محافظة لا تواكب تطلعات الشباب وعشاق الفن الحديث.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان الشريط المرسوم يعد من التظاهرات الثقافية الكبرى في الجزائر والمنطقة المغاربية، إذ يتيح للفنانين المحليين والدوليين تقديم أعمالهم ومناقشة قضايا الحرية والإبداع. ويؤكد الكثيرون أن مثل هذه الجدل المتكرر يكشف عن صراع مستمر بين تيارين: الأول يدافع عن حرية التعبير والانفتاح الثقافي، والثاني يسعى لفرض رقابة وقيم أكثر محافظة على الفضاء العام.
ويبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل المسار الثقافي في الجزائر، وهل ستتمكن النخب والمؤسسات من حماية الإبداع الفني أمام التحديات السياسية والاجتماعية.