جدل في ستراسبورغ بسبب صورة امرأة محجبة في إعلان بلدي
أثار إعلان بلدي جديد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية جدلًا واسعًا، بعد أن ظهرت عليه امرأة ترتدي الحجاب، مما أشعل نقاشًا حادًا على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية. تعود تفاصيل الحادثة إلى إطلاق البلدية لحملة إعلانات بمناسبة اليوم الدولي لكبار السن، وتضمنت إحدى الصور امرأة محجبة، في إطار الاحتفال بتنوع المدينة وثرائها الثقافي.
الحملة التي حملت شعار «ستراسبورغ، مدينة اللطف»، هدفت لتسليط الضوء على الاحترام المتبادل بين سكان المدينة والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع. غير أن ظهور امرأة محجبة في إحدى اللوحات الإعلانية كان كافيًا ليثير انتقادات من بعض السياسيين والجهات الإعلامية، التي اعتبرت أن ذلك يتعارض مع مبادئ العلمانية في الجمهورية الفرنسية.
من جانبها، ردّت بلدية ستراسبورغ مؤكدة أن الحملة لا تحمل أي طابع سياسي أو ديني، وأن جميع الصور المستخدمة تعكس حقيقة التنوع في المجتمع المحلي، وتثمن ما يقدمه كبار السن من مساهمات بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية. وصرح أحد مسؤولي البلدية أن “المدينة تحتضن الجميع، وتفخر بتعددها، وما قامت به الحملة كان مجرد انعكاس لواقع الحياة اليومية في ستراسبورغ”.
الجدير بالذكر أن مثل هذه النقاشات ليست جديدة في فرنسا، حيث تكررت في السنوات الأخيرة السجالات حول مظاهر التعبير الديني في الأماكن العامة، خاصة ما يتعلق بالحجاب. غالبًا ما يصبح هذا الموضوع محور جدل سياسي وإعلامي، بين من يرى في ذلك جزءًا من حرية الأفراد وحقوقهم، وبين من يخشى على قيم العلمانية ومبدأ الفصل بين الدين والدولة.
وبينما تستمر الأصوات المعارضة في انتقاد الحملة، يؤكد العديد من سكان ستراسبورغ أن المدينة عُرفت عبر تاريخها بالتسامح والعيش المشترك، وأن هذه القيم تظل حجر الأساس في هوية المجتمع المحلي، رغم كل الجدل المحيط بهذه القضية.