جوع غزة في صور: ازدواجية المواقف الغربية أمام الكارثة الإنسانية

تعيش غزة واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في تاريخها الحديث، حيث تنتشر صور الأطفال والنساء وكبار السن وهم يعانون من آثار الجوع والمرض وسوء التغذية بشكل غير مسبوق. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل الحصار وغياب المساعدات الأساسية، باتت صور سكان غزة الذين يموتون جوعًا تنتشر في وسائل الإعلام، لتكشف حجم المأساة.

وفي الوقت الذي تصدم فيه هذه الصور الضمير الإنساني حول العالم، تبدو ردود الفعل الغربية متباينة، بل ويغلب عليها الطابع الانتقائي. فقد أعربت جهات دولية كالأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن قلقها الشديد، ووصفت الصور التي التقطت من مناطق توزيع المساعدات بأنها “مفجعة” وتعكس أوضاعًا تكاد تكون كارثية. غير أن كثيرًا من الحكومات الغربية اكتفت بتعبير القلق دون اتخاذ خطوات عملية توقف معاناة المدنيين.

وترى جهات حقوقية أن صمت بعض الدول الغربية أو اقتصارها على بيانات الشجب، يكشف عن ازدواجية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، إذ أن الاستجابة تكون غالبًا أقوى في كوارث أخرى لا ترتبط بالصراع الحالي في قطاع غزة. وأصدرت الأمم المتحدة مؤخراً تحذيرات متكررة من أن المجاعة باتت تدق أبواب غزة وأن عشرات الآلاف معرضون لخطر الموت جوعاً إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل ومنسق من قبل المجتمع الدولي.

وسط هذه المعاناة، ترفض بعض الأصوات الغربية تحميل إسرائيل المسؤولية المباشرة عن تجويع الفلسطينيين وتعرقل صدور قرارات دولية أكثر صرامة، ما بين ضغوط سياسية ومصالح استراتيجية. لكن صور الأطفال الذين فقدوا حياتهم أو يعانون من أمراض سوء التغذية الحادة تظل تسجل لحظات صادمة من الألم الإنساني يستحيل تجاهلها.

يرى مراقبون أن استمرار الانتقائية الغربية في التعامل مع مأساة غزة يقوض القيم العالمية للعدل وحقوق الإنسان، مؤكدين أن صور الجوع في غزة ستبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي طالما لم تتخذ إجراءات حقيقية لإنهاء الكارثة.

موضوعات ذات صلة