حادثة تصريحات حول “اللغة المسلمة” تثير الجدل وتنديداً بالتمييز في فرنسا
أثارت تصريحات صحفية أدلى بها الإعلامي الفرنسي جان-مارك سيلفستر موجة من الغضب والاستياء بعد أن تحدث عن ما أسماه بـ”اللغة المسلمة”، وهو مفهوم غير موجود لغةً أو ثقافةً. جاءت هذه التصريحات خلال نقاش تلفزيوني عن قضايا الهجرة والمجتمع المسلم في فرنسا، حيث استخدم الصحفي المخضرم هذا المصطلح غير الدقيق، مما اعتبره كثيرون تجسيدًا إضافيًا لموجة الإسلاموفوبيا في البلاد.
جان-مارك سيلفستر، المعروف باختصاصه في الشؤون الاقتصادية، خرج عن نطاق خبرته حين تحدث عن موضوع يخص الهجرة والمسلمين، مما أدى إلى إثارته لانتقادات واسعة. العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات الحقوقية اعتبروا تصريحاته انعكاسًا لتحامل راسخ على المسلمين، وصورة من صور التمييز والتجهيل الثقافي، إذ لا توجد لغة باسم “اللغة المسلمة” بما أن المسلمين يتحدثون لغات متعددة حسب أوطانهم وأصولهم.
واتهم المنتقدون الإعلام الفرنسي وبعض الشخصيات العامة بإثارة النعرات ضد المسلمين، معتبرين أن هذا النوع من التصريحات يغذي الانقسام المجتمعي ويشجع على خطاب الكراهية. كما شددوا على أهمية الاحتكام للموضوعية واحترام التعددية الثقافية والدينية في النقاشات العامة، مشيرين إلى أن المسلمين في فرنسا يشكلون جزءاً من النسيج الوطني ويجب التعامل معهم كبقية المواطنين دون وصم أو تعميمات مغلوطة.
وفي الوقت الذي تتوالى فيه ردود الفعل المنددة بما جرى، تتجدد الدعوات المطالبة بمحاربة جميع أشكال التمييز على أساس الدين والثقافة في الفضاء العام الفرنسي. وتظل حادثة “اللغة المسلمة” مثالاً على التحديات المتواصلة التي يواجهها المجتمع الفرنسي في التعايش مع التعددية وضمان احترام كرامة كل مواطن مهما كان معتقده أو أصله.