خطط لإعادة إطلاق مصنع هيونداي في الجزائر: الاستعدادات جارية لعام 2025

في خطوة مهمة لقطاع السيارات في الجزائر، أعلن وزير الصناعة سيفي غريب، الذي يشغل أيضًا منصب الوزير الأول بالنيابة منذ نهاية شهر أغسطس، عن قرب استئناف نشاط مصنع هيونداي في ولاية تيارت. جاء هذا الإعلان عبر رد مكتوب على سؤال وجهه النائب بلجيلالي أحمد، حيث أكد الوزير أن السلطات تعتزم إعادة تشغيل المصنع بعد أن كانت ملكيته قد صودرت بموجب قرارات قضائية نهائية سابقًا.

وجاءت تصريحات الوزير تزامنًا مع تقارير جديدة أشارت إلى أن مشروع إعادة إحياء صناعة السيارات الكورية بالجزائر يسير بخطى ثابتة للانطلاق من جديد في عام 2025، مع تحضيرات مكثفة لإطلاق جيل جديد من المركبات المصنعة محليًا. وأضافت المصادر الإعلامية أن شركة هيونداي الدولية تجري مفاوضات مع الحكومة الجزائرية لوضع اللمسات الأخيرة على الجوانب التقنية والاستثمارية المتعلقة بالمصنع.

من الجدير بالذكر أن المصنع الذي سيتم إعادة تشغيله يندرج ضمن الجهود الوطنية لتعزيز الإنتاج الصناعي المحلي، وتوفير فرص العمل، وتقليل الاعتماد على الواردات. ويتوقع أن يشكل هذا المشروع بداية مرحلة جديدة نحو تطوير صناعة سيارات حقيقية في الجزائر، خاصة مع تأكيد الجهات الرسمية على التزامها بضوابط الشفافية ومحاربة كل أشكال الفساد التي طبعت القطاع سابقًا.

وتشير معطيات متداولة إلى أن المصنع سيواكب المعايير الحديثة في الإنتاج والتجميع، مع توقعات بتقديم نماذج أولية خلال المعارض الصناعية الإقليمية والعالمية لعام 2025، تمهيدًا للانطلاق الفعلي. ويُنتظر أن يساهم هذا المشروع في تقوية مكانة الجزائر ضمن الأسواق الإفريقية في مجال السيارات، خصوصًا بعد إعادة تحديد موقع المصنع الجديد على المنطقة الصناعية في سيدي خطاب بولاية غليزان، وفق تصريحات رسمية، بدلًا من الموقع السابق في تيارت.

يمثل هذا التوجه جزءًا من سياسة الدولة للنهوض بالصناعات الاستراتيجية وتعزيز الاستثمار الأجنبي، في ظل تطلعات لبناء قاعدة صناعية قوية تتيح نقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا وفتح آفاق واعدة أمام اليد العاملة الجزائرية من المهندسين والفنيين والمتخصصين في مجال السيارات.

وبذلك، تدخل الجزائر عامًا جديدًا من التحديات والفرص، مع آمال كبيرة بأن تعود صناعة السيارات، وعلى رأسها مشروع هيونداي، إلى لعب دور ريادي في دعم الاقتصاد وتلبية تطلعات المستهلك الجزائري.

موضوعات ذات صلة