دعاء للجيش الإسرائيلي في احتفالية يهودية بالمغرب يثير جدلاً واسعاً
أثارت مراسم دينية يهودية أقيمت الأسبوع الماضي في مدينة الصويرة المغربية موجة واسعة من الجدل والغضب، بعد تلاوة دعاء للجيش الإسرائيلي خلال احتفالية سنوية تُدعى “الهيلولة” إحياءً لذكرى الحاخام الراحل حاييم بينتو، والتي أشرف عليها الحاخام دافيد حنانيا بينتو بحضور مئات من اليهود المغاربة والزوار.
وقد أثارت لحظة الدعاء للجنود الإسرائيليين، والتي وُثِّقت بمقاطع فيديو وصور تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، استياءً ورفضاً كبيرَين في الأوساط المغربية، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية، حيث اعتبر كثير من المغاربة أن هذه الخطوة تمثل استفزازاً لمشاعر الشعب المغربي الذي لا يزال ينظر بعين التعاطف والدعم للفلسطينيين.
في المقابل، دافع بعض ممثلي الطائفة اليهودية عن هذه المراسم معتبرين أن صلوات الهيلولة تدعو للسلام للجميع دون استثناء، وأن ما جرى يندرج ضمن طقوس دينية تتكرر سنوياً في المغرب ومناطق أخرى بالعالم حيث توجد جاليات يهودية مغربية. إلا أن التوضيحات لم تهدئ من حدة الجدل، وزادت الأصوات الداعية لعدم إدراج مثل هذه الأدعية في برامج الاحتفالات الدينية على الأراضي المغربية مستقبلاً.
وتأتي هذه الحادثة في سياق مناخ مشحون في المنطقة مع تصاعد وتيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي ظل تغيرات طرأت مؤخراً على مستوى العلاقات المغربية الإسرائيلية. وتظل قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني حاضرة بقوة في وجدان معظم المغاربة، سواء على المستوى الشعبي أو في الخطاب الرسمي.
يُذكر أن احتفالات الهيلولة في المغرب تشهد حضوراً سنوياً لآلاف اليهود من أنحاء العالم، في تقليد يعود لعقود طويلة ويعتبر أحد مظاهر التعايش الديني المغربي، إلا أن حوادث كهذه تعكس هشاشة هذا التوازن حين تتقاطع المعتقدات الدينية مع قضايا سياسية شديدة الحساسية.