دعوات جزائرية وفرنسية لاستئناف الحوار المباشر: لقاء مستقبلي محتمل بين تبون وماكرون

شهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال العام الماضي توتراً غير مسبوق، أدى إلى فتور في الاتصالات الرسمية وتوقف التعاون على عدة مستويات. إلا أن الأشهر الأخيرة أظهرت بوادر انفراج، حيث دعا العديد من المسؤولين في البلدين إلى ضرورة ترك الخلافات جانباً واستئناف الحوار بين القيادتين، من أجل ضمان استقرار العلاقات الثنائية.

وفي هذا السياق، أكد السيناتور الفرنسي من أصل جزائري رشيد تمال، أهمية عقد لقاء مباشر بين الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معتبراً أن إعادة بناء الثقة تتطلب حواراً دون وسطاء أو تحفظات، بهدف تجاوز التباينات الأخيرة وفتح صفحة جديدة.

وقد شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من المبادرات الدبلوماسية، إذ جرى اتصال هاتفي بين الرئيسين أعلنا خلاله نيتهما استئناف التعاون الأمني ومواصلة النقاش حول القضايا الحساسة، خاصة ملف الذاكرة التاريخية والهجرة والتعاون الاقتصادي.

كما أشارت مصادر رسمية إلى أن هناك جهوداً مكثفة لعقد لقاء ثنائي في المستقبل القريب بين تبون وماكرون، لتأكيد الرغبة المشتركة في تجاوز تبعات الأزمة التي طالت العلاقات منذ الصيف الماضي. ويتوقع أن يركز هذا اللقاء على تعزيز التفاهم السياسي ومعالجة الملفات العالقة، من أبرزها التعاون في مجال الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والثقافية بين البلدين.

ويرى مراقبون أن إجراء حوار مباشر بين الرئيسين سيمثل خطوة حاسمة نحو إنهاء التوتر، ووضع أسس جديدة للعلاقة بين الجزائر وفرنسا، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا شهدت تقدماً لافتاً قبل الأزمة الأخيرة، إذ جرى اتخاذ قرارات مهمة مثل تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الملفات التاريخية والسعي لإعادة رفات قادة المقاومات الشعبية الجزائرية، بالإضافة إلى اعتراف فرنسا بمسؤوليتها التاريخية عن بعض الانتهاكات.

ويبقى استئناف الحوار السياسي رهاناً أساسياً لأجل بناء علاقة قوية ومستدامة بين البلدين تخدم مصالح الشعبين الجزائري والفرنسي.

موضوعات ذات صلة