رحلة معاناة طبيبة جزائرية في فرنسا بين التهميش والصعوبات

تحلم أعداد كبيرة من الأطباء الجزائريين بالعمل في فرنسا أو أوروبا باعتبارها فرصة لتحقيق طموحاتهم المهنية وتحسين ظروفهم المعيشية. لكن في بعض الأحيان، يتحول هذا الحلم إلى معاناة يومية، كما حدث لطبيبة شابة جزائرية قررت الانتقال إلى فرنسا بحثاً عن مستقبل أفضل بعد أن حصلت على شهادتها في الجزائر.

عند وصولها إلى فرنسا، واجهت الطبيبة عقباتٍ عدة في طريق اندماجها المهني، أبرزها اختلاف القوانين الطبية وصعوبة إثبات كفاءتها رغم خبرتها السابقة. وبعد مرور أربع سنوات من محاولات التأقلم وإثبات ذاتها، اصطدمت الطبيبة بواقع قاسٍ داخل المستشفى الذي تعمل به.

بدلاً من أن تلاقي التشجيع والدعم، واجهت عزلة اجتماعية ومهنية وشعرت بتجاهل زملائها وغياب الثقة بإمكانياتها. لم تقتصر الصعوبات على الجوانب العملية فقط، بل امتدت إلى الإحساس بانعدام الانتماء وتعرضها أحياناً لمواقف طُبعت بالإهانة، الأمر الذي أثر سلباً على صحتها النفسية وجعلها تعيد النظر في قرار هجرتها.

هذه التجربة ليست فريدة، إذ يتقاسم كثير من الأطباء المهاجرين من الجزائر تجارب مماثلة تتميز بالتحديات الإدارية والثقافية التي يجدونها في بيئاتهم الجديدة. يسلّط ذلك الضوء على ضرورة مراجعة إجراءات استقبال الكفاءات الطبية المهاجرة وتسليط الضوء على أهمية بناء بيئات عمل أكثر إنصافاً واحتواءً تضمن لأصحاب الخبرات من الأجانب فرصة عادلة لإظهار قدراتهم والمساهمة بفاعلية في القطاع الصحي.

قصة الطبيبة الجزائرية تمثل نموذجاً من قصص عديدة يمر بها الأطباء المهاجرون، حيث يتحول الحلم الأوروبي أحياناً إلى تجربة مليئة بالتحديات والوقائع المؤلمة، مما يدعو إلى مراجعة السياسات وتعزيز الحوار لفهم هذه الإشكاليات وإيجاد حلول فعالة تضمن احترام حقوقهم المهنية والإنسانية.

موضوعات ذات صلة