رد جزائري على تسجيلات مزعومة لجمال عبد الناصر بثتها قناة العربية

في الأيام الأخيرة، أثارت قناة “العربية” جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والإعلامية بعد بثها سلسلة من التسجيلات المنسوبة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والتي تناولت علاقته بالجزائر ودور الأخيرة خلال حرب يونيو 1967. وأوضحت القناة من خلال هذه المقاطع أن عبد الناصر كان يتذمر من مساهمة الجزائر في الصراع العربي-الإسرائيلي، مشيرة إلى انتقاداته العلنية للجزائريين.

غير أن وكالة الأنباء الجزائرية (APS) سرعان ما ردت بقوة على هذه المزاعم، معتبرة أن ما نشرته قناة العربية يدخل في إطار “تشويه التاريخ والتلاعب بالأرشيف” بهدف إثارة الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري، حسب ما جاء في بياناتها. وأكدت الوكالة أن التسجيلات لا تتمتع بالموثوقية الكافية، نظراً لغياب مصادر رسمية موثوقة تحقق من صحتها أو سياقها التاريخي، الأمر الذي يجعل تداولها محاولة واضحة لإثارة الشكوك وتقويض العلاقات الراسخة بين الجزائر ومصر.

وأشارت APS إلى أن العلاقات الجزائرية-المصرية لطالما تميزت بالتعاون والدعم المتبادل في الأوقات العصيبة، حيث لعبت الجزائر دوراً رئيسياً في دعم القضايا العربية في مختلف المراحل، من حرب التحرير الجزائرية وصولاً إلى مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة. وشددت الوكالة على أن ما تروجه بعض المنصات الإعلامية من تفسيرات مغلوطة لأحداث تاريخية يندرج ضمن سياسة “تزييف الوعي الجماعي ونشر البلبلة لخدمة أجندات معينة”.

كما لاقت هذه القضية تفاعلاً لافتاً من الرأي العام المحلي والإقليمي، حيث اعتبر العديد من المتابعين في الصحافة الجزائرية والعربية أن التسجيلات المزعومة هدفها ضرب الوحدة والتضامن العربي، مشيدين بمواقف الجزائر الثابتة إلى جانب قضايا التحرر والعدالة في العالم العربي والإسلامي.

وبينما لا تزال التساؤلات حول صحة التسجيلات المطروحة قائمة، يبقى حرص الجزائر الرسمي والشعبي على عدم الوقوع في فخ الاستفزازات أو الانجرار وراء محاولات زرع الفتنة بين الأشقاء واضحاً، مؤكدين أن العلاقات بين البلدين ستظل أقوى من أية محاولات للتشويش أو التشويه.

موضوعات ذات صلة