سابينا سباهي: نضال برلمانية من أجل العدالة واعتزاز مزدوج بالهوية الفرنسية-الجزائرية

أعربت النائبة الفرنسية من أصول جزائرية سابينا سباهي عن اعتزازها العميق بهويتها المزدوجة الفرنسية والجزائرية، مشيرة إلى أن حملها لجنسيتين هو مصدر قوة وليس مدعاة للتردد أو الانقسام. تأتي تصريحات سباهي في ظل تزايد التحديات السياسية والاجتماعية في فرنسا، من تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية، إلى استمرار التغاضي عن التاريخ الاستعماري الفرنسي في الجزائر.

تعد سباهي من الوجوه البارزة داخل الجمعية الوطنية الفرنسية، حيث تمثل حزب الخضر وتشارك في لجنة الشؤون الخارجية. عُرفت بمواقفها الجريئة ضد كل أشكال التمييز والعنف السياسي، كما دافعت مراراً عن قضايا المهاجرين وضرورة التعايش واحترام التعددية الثقافية.

تؤكد سباهي أن الفرنسيين من أصول جزائرية هم من بين المجموعات الأكثر تعرضًا للتمييز في البلاد، حيث تواجه هذه الفئة تحديات يومية في الحصول على فرص العمل والمعاملة العادلة وضمان مشاركتها الكاملة في الحياة المدنية. كما شددت على أن الاعتراف الصريح بتاريخ الاستعمار ومسؤولية الدولة الفرنسية عن ماضيها يشكل خطوة ضرورية للمصالحة الحقيقية وتجاوز أحقاد الماضي.

إلى جانب نشاطها التشريعي، لم تتردد سباهي في التصدي لخطاب التحريض والكراهية، حيث تقدمت مؤخرا بشكوى ضد وزيرة فرنسية سابقة بتهمة التحريض على الكراهية ضد الجزائريين، معتبرة أن مثل هذه التصريحات لا تعكس القيم الجمهورية ولا تخدم العيش المشترك.

ترى النائبة سباهي أن تنوعها الثقافي ووعيها بتاريخ عائلتها يشكلان محور التزامها في العمل البرلماني وخدمة المواطنين، مشيرة إلى أن قوة فرنسا تكمن في احتضانها لكل مكوناتها بلا تمييز. كما دعت إلى فتح نقاش صريح حول العلاقة بين فرنسا والجزائر، بعيدًا عن المصالح الضيقة والقراءات التاريخية المجتزأة، من أجل تصور علاقة متوازنة تصب في مصلحة الشعبين.

وتواصل سباهي دفاعها المستمر عن قضايا الحرية والعدالة في فرنسا وخارجها، متضمنة مواقف معلنة بشأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وكذلك التصدي لانتشار العنصرية والتطرف السياسي من جميع الاتجاهات. وتعتبر أن دور النائب البرلماني يجب أن يكون واجهة للأمل وثقافة الحوار والتغيير، من أجل بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة للجميع.

موضوعات ذات صلة