شائعات حول تصريحات مزعومة لرئيس الوزراء الجزائري المؤقت بشأن احتجاجات “أسكتوا فرنسا”
تداولت بعض وسائل الإعلام مؤخراً أنباء تشير إلى أن رئيس الوزراء الجزائري المؤقت، سيفي غريب، قد أدلى بتصريحات حول موجة الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها فرنسا يوم الأربعاء 10 سبتمبر، تحت شعار “أسكتوا فرنسا”. وزعمت بعض التقارير بأن غريب قارن بين الحراك الفرنسي والجزائري، ملمحاً إلى أوجه التشابه في دوافع التعبير الشعبي عن الاستياء.
هذه المزاعم انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية غير الرسمية، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في كل من الجزائر وفرنسا. وتبيّن لاحقاً أن هذه التصريحات لم تصدر فعلياً عن المسؤول الجزائري، وأن الأمر يتعلق بحملة تضليل إعلامي تهدف لتأزيم العلاقات الثنائية أو تشويه صورة الحكومة الجزائرية.
وكانت العاصمة الفرنسية وعدة مدن أخرى قد شهدت مشاركة آلاف المحتجين، منددين بسياسات الحكومة الفرنسية في مجالات عدة، حيث دعوا إلى تعطيل مظاهر الحياة العامة وشل حركة المؤسسات كوسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم. الحركة التي أطلق عليها المنظمون اسم “أسكتوا فرنسا” لاقت تأييداً واسعاً وتغطية إعلامية كبرى، فيما التزمت السلطات الجزائرية الصمت الرسمي، ولم يصدر أي بيان من الوزير الأول أو غيره من كبار المسؤولين في الجزائر بشأن ما يجري في فرنسا.
وقد حذرت منظمات مختصة في مراقبة الأخبار من الانخراط في نشر أنباء غير مؤكدة أو منسوبة زوراً إلى شخصيات سياسية، لما لذلك من تأثيرات سلبية على الرأي العام ومصداقية وسائل الإعلام. وناشدت هذه المنظمات القراء بضرورة التحقق من مصدر المعلومات قبل تداولها.
يأتي ذلك في سياق دقيق تشهده العلاقات الفرنسية-الجزائرية، التي تمر بفترة من التوتر على خلفية قضايا سياسية واقتصادية شائكة، الأمر الذي يجعل من الشائعات والأخبار المغلوطة سلاحاً خطيراً قد يعمق من حدة الخلاف أو يفتح الباب أمام تأويلات خاطئة لدى الرأي العام في البلدين.