شراكة استراتيجية جديدة بين الجزائر والولايات المتحدة في مجالات الدفاع والطاقة والتجارة

شهدت العلاقات الجزائرية الأمريكية تطوراً كبيراً مؤخراً من خلال توقيع سلسلة من الاتفاقيات المهمة التي تغطي مجالات الدفاع والطاقة والتجارة، ما يعكس رغبة واشنطن في تعزيز التعاون مع الجزائر كشريك رئيسي في شمال أفريقيا.

في بداية عام 2025، أبرمت الجزائر مذكرة تفاهم مع الحكومة الأمريكية بشأن التعاون العسكري، حيث جرى التوقيع في العاصمة الجزائرية خلال اجتماع جمع كبار مسؤولي الدفاع من البلدين. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي البلدين لتعميق الشراكات في مجالات مكافحة الإرهاب وحماية الحدود والتدريب العسكري وتبادل الخبرات الدفاعية. وتُعد الاتفاقية جزءاً من التوجه الإستراتيجي الأمريكي في التوسع في شمال أفريقيا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.

لم يقتصر التعاون بين الدولتين على الجانب العسكري فحسب، بل امتد ليشمل قطاع الطاقة أيضاً. ففي يناير 2025، تم الإعلان عن اتفاقية جديدة بين الجزائر ومجموعة شيفرون الأمريكية لتقييم إمكانات النفط والغاز في المياه الجزائرية، ما يمثل بداية مشاريع استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية للطاقة في البلاد وجذب الاستثمارات الأمريكية إلى قطاع المحروقات الجزائري.

أما على المستوى التجاري، فقد شهدت العلاقات نمواً ملحوظاً، إذ أعلنت حكومتا البلدين عن تسهيلات جديدة لتعزيز التبادل التجاري، إلى جانب تنظيم منتديات مشتركة للاستثمار هدفها زيادة تدفق السلع والخدمات بين الجزائر والولايات المتحدة. وتطمح الجزائر إلى الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيا الأمريكية، بينما ترى واشنطن في الجزائر سوقاً واعدة ومصدراً أساسياً للطاقة.

ويرى مراقبون أن التوجه الأمريكي الجديد يعكس تحولاَ في السياسة الخارجية نحو إقامة شراكات متعددة الأبعاد مع دول أفريقيا ذات الأهمية الجيوسياسية، بحيث تشكل الجزائر محوراً اقتصادياً وأمنياً يعزز الاستقرار الإقليمي ويوفر فرصاً لنمو استثمارات كبرى أمريكية في المنطقة.

هكذا، يبدو أن الأشهر المقبلة ستشهد المزيد من تعميق العلاقات الثنائية والتوسع في مجالات التعاون بما يحقق مصالح البلدين ويعزز الحضور الأمريكي في شمال أفريقيا.

موضوعات ذات صلة