شركة سونلغاز: بوابة لتوليد القادة وصناعة الوزراء في الجزائر
برزت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز “سونلغاز” كأحد أبرز المؤسسات الاستراتيجية في الجزائر، ليس فقط لكونها المزود الرئيسي للطاقة، بل أيضاً كمحطة لصناعة القيادات الإدارية والسياسية في البلاد. فقد شهد المشهد السياسي الجزائري في سبتمبر 2025 بروز نموذج جديد من تولي المناصب العليا: انتقال المديرين التنفيذيين في المؤسسات الوطنية مباشرة إلى مواقع وزارية مؤثرة.
في أعقاب التعديل الحكومي الذي أعلنه الرئيس عبد المجيد تبون في الرابع عشر من سبتمبر 2025، جلبت هذه الخطوة اهتمام المتابعين بعد تعيين المدير العام السابق لسونلغاز، مراد عجال، وزيراً للطاقة والطاقات المتجددة خلفاً للوزير السابق محمد عرقاب. وقد اعتُبر هذا التعيين امتدادًا لمسار بدأته العديد من الكفاءات المنحدرة من المؤسسة التي تعرف بدرجة عالية من التأهيل الإداري والتقني.
تجربة سونلغاز في تصدير كوادرها إلى عالم السياسة، خصوصاً صوب وزارة الطاقة، لم تكن وليدة اللحظة؛ إذ سبق وشغلت شخصيات بارزة من نفس المؤسسة مناصب وزارية وإدارية أخرى خلال السنوات الأخيرة. ويرى مراقبون أن البيئة المهنية في سونلغاز، التي تجمع بين تحديات الإدارة والتخطيط الاستراتيجي والتعامل مع الأزمات، تفرز قيادات أثبتت كفاءتها على المستوى الوطني.
يشار إلى أن مراد عجال تدرج في صفوف المؤسسة حتى وصل إلى منصب المدير العام، حيث أشرف على تحديث البنية التحتية للطاقة وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة، ما جعل اسمه يرتبط بالتحولات الكبرى في قطاع الكهرباء والغاز. ومع تعيينه على رأس وزارة الطاقة والطاقات المتجددة، تعقد آمال كبيرة على تعزيز الإنتقال الطاقوي ومضاعفة الاستثمارات الخضراء، بما يتماشى مع التوجهات الجديدة للحكومة.
هذه الدورة المستمرة لتحويل المديرين من سونلغاز إلى مشرعين ومسؤولين حكوميين تلقي الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الاقتصادية في صناعة نخبة القرار الوطني. ويعزز هذا المسار من مكانة سونلغاز باعتبارها أكثر من مجرد شركة خدمات – بل صرح لصقل الكفاءات المؤهلة للقيادة في الجزائر المستقبلية.