شهادة جديدة لدحو ولد قابلية تكشف خفايا اغتيال كريم بلقاسم
في الذكرى الخامسة والخمسين لوفاة أحد أبرز رموز الثورة الجزائرية، ألقى دحو ولد قابلية الضوء على حياة ومصير الزعيم التاريخي كريم بلقاسم، من خلال شهادة مؤثرة نشرت مؤخراً. ويستعرض قابلية في سرديته محطات بارزة من مسيرة الرجل الذي لعب دوراً حاسماً في مسار ثورة التحرير الجزائرية وكان على رأس قائمة الموقعين على اتفاقيات إيفيان التي أنهت الاستعمار الفرنسي.
كريم بلقاسم، الذي وُصف بالبطل والمناضل، لم تكن نهايته أقل غموضاً من مسيرته الحافلة. فقد عثر عليه مقتولاً في أحد فنادق فرانكفورت بألمانيا الغربية يوم 18 أكتوبر سنة 1970، وهو الحدث الذي أثار ولا يزال يثير كثيراً من التساؤلات حول الجهة التي وقفت وراء اغتياله. تعرض بلقاسم منذ خروجه من الجزائر بعد انقلاب عام 1965 للعديد من الضغوطات والملاحقة، واتهم بتنظيم محاولة اغتيال ضد الرئيس هواري بومدين وحُكم عليه بالإعدام غيابياً. وانتهت حياته بشكل مأساوي ما زال يشكل لغزاً في التاريخ الجزائري الحديث.
يركز دحو ولد قابلية في شهادته على الأبعاد السياسية والاجتماعية لحياة بلقاسم، ويصفه بأنه كان من أكثر القادة إخلاصاً للقضية الوطنية، يتحلى بحكمة سياسية وبعد نظر نادر، الأمر الذي جعله محط ثقة واهتمام رفاقه، وكذلك مصدر خوف وريبة لأعدائه. كما يسلط الضوء على اللحظات الحرجة التي عاشها بلقاسم، خاصة في المراحل الأخيرة من حياته حيث كان يتنقل بين بلدان أوروبا هرباً من التهديدات وخوفاً من الاغتيال.
ويختم ولد قابلية شهادته بالتأكيد على أهمية الاستمرار في البحث عن الحقيقية فيما يتعلق باغتيال كريم بلقاسم، داعياً الأجيال الجديدة إلى دراسة الشخصية التاريخية لهذا القائد والاستفادة من تضحياته وإخلاصه للقضية الوطنية. ورغم مرور عقود على رحيله، يظل كريم بلقاسم واسمه محفورين في ذاكرة الجزائر كرمز للوفاء والشجاعة والكفاح من أجل الحرية والإستقلال.