عبد العزيز رحابي ينتقد المبادرة الأمريكية في ملف العلاقات الجزائرية المغربية
انتقد الدبلوماسي ووزير الاتصال الجزائري الأسبق، عبد العزيز رحابي، مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية للتقريب بين الجزائر والمغرب، واصفاً إياها بالمثيرة للجدل وغير المفهومة. جاءت تصريحات رحابي في أعقاب إعلان ستيف ويتكوف، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن جهود يبذلها فريق البيت الأبيض لتحقيق تقارب بين البلدين الجارين وإنهاء الخلافات القائمة بينهما.
وأوضح رحابي أن أي محاولة وساطة دولية تتجاهل السياق الإقليمي والتاريخي للعلاقات الجزائرية المغربية محكوم عليها بالفشل. وأشار إلى أن المبادرات الأميركية غالباً ما تضع مصالحها الاستراتيجية فوق اعتبارات الاستقرار في منطقة المغرب العربي. وأضاف أن الوساطة الحقيقية تستدعي فهماً عميقاً لجذور الأزمة وضرورة احترام السيادة الوطنية لكل بلد.
وفي حديثه، شدد رحابي على أن القطيعة بين الجزائر والمغرب نتاج سنوات طويلة من الأزمة المتراكمة، وأن الحل لا يمكن أن يكون عبر تسويات مفروضة من الخارج بل ينبغي أن ينبع من إرادة سياسية حقيقية وإجراءات بناء ثقة متبادلة بين الطرفين. كما أشار إلى أن الأطراف الخارجية، بما فيها الولايات المتحدة، كثيراً ما تتعامل مع ملف المغرب العربي من منطلق مصالحها الخاصة أو توازناتها مع قوى دولية أخرى، وهو ما قد يزيد الأمور تعقيداً.
وأضاف الدبلوماسي المخضرم أن الجزائر وُلِدت من رحم نضال طويل ضد التدخلات الأجنبية وهي متمسكة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمبدأ السيادة وعدم الانجرار وراء أجندات خارجية. وأكد أن خبرة المنطقة تُثبت أن أي محاولة تسوية لا تأخذ في الاعتبار التعقيدات الأمنية والتاريخية في شمال إفريقيا لن تحقق نتائج مستدامة.
من جهة أخرى، دعا رحابي إلى تعزيز الحوار الداخلي في كل من الجزائر والمغرب والعمل على تجاوز الخطاب الإعلامي التصعيدي، مشدداً على أن حل القضايا العالقة، وعلى رأسها ملف الصحراء الغربية، يتطلب مقاربة واقعية ومسؤولة من جميع الأطراف المعنية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية المغربية شهدت توتراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتجميد التعاون على مختلف المستويات. وتأتي المبادرة الأمريكية الأخيرة في ظرف إقليمي حساس تزداد فيه التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه منطقة شمال أفريقيا.